استنفار أمني وصحي عاشتهما القاعدة العسكرية لظهر المهراز بمدينة فاس، عقب الوفاة المفاجئة لجندي في عقده الرابع، أظهرت التحليلات المخبرية أنه كان قيد حياته مصابا بالفيروس، ويعاني من مرض مزمن عقد من وضعيته الصحية، موازاة مع إصابته بمرض “كوفيد-19″، وفقا لمعطيات حصلت عليها “أخبار اليوم”. واستنادا إلى المصادر عينها، فإن الجندي المتوفى والمتحدر من مدينة أوطاط الحاج بإقليم بولمان، كان يقيم معية زملائه بداخل ثكنة القاعدة العسكرية لظهر المهراز، والتي تتوفر على إقامات جماعية خاصة بالجنود، ممن اختاروا السكن بالثكنة، حيث تعرض قبل أزيد من أسبوعين عن وفاته، لوعكة صحية ألزمته الفراش، ظنا منه ومن زملائه أن الأمر يتعلق ب”ضربة شمس” نتجت عنها حالة حمى عابرة، وشعور بالتعب بسبب المجهود البدني المرتبط بطبيعة عمل الجندي ضمن الآلة الأمنية “حذر”، والتي يجوب عناصرها مشيا على الأقدام شوارع وأحياء مدينة فاس. غير أن حالة الجندي المريض، تضيف المعلومات التي حصلت عليها الجريدة، سرعان ما تطورت وتعقدت يوم الثلاثاء الأخير، بعدما لاحظ زملاؤه المقيمون معه في نفس الشقة بداخل الثكنة، ارتفاع درجة حرارة جسمه لأكثر من 40 درجة مئوية، صاحبتها حالة إعياء بدني شامل، وهو ما تطلب نقله إلى المصحة الخاصة بالقاعدة العسكرية بفاس، ومنها نحو المستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمدينة مكناس، حيث توفي هناك بعد ساعات قليلة من وصوله المستشفى، تورد مصادر الجريدة. الوفاة المفاجئة للجندي، بعد أسبوعين من المعاناة بإقامة جماعية مع زملائه بداخل ثكنة القاعدة العسكرية لظهر المهراز بفاس، والتي انكشفت أسبابها بعد وفاته، عقب إخضاع عينات من مسالكه التنفسية للتحليلات المخبرية، أظهرت إصابته قيد حياته بفيروس “كوفيد-19″، وليس ب”ضربة شمس” كما ظن زملاؤه الذين يعيشون معه بالثكنة العسكرية، كل هذا عجل بحسب مصادر “أخبار اليوم” بحلول مسؤولين عسكريين بثكنة ظهر المهراز بفاس، للوقوف عن كثب على الوضع الصحي العام لباقي الجنود، ورفع تقرير عاجل للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، بخصوص ملابسات إصابة الجندي المتوفى بفيروس كورونا. من جهتها باشرت لجنة اليقظة العسكرية، والتي تشكلت عقب اكتشاف المسؤولين العسكرين لوفاة جندي فاس بسبب الفيروس القاتل، (باشرت) أبحاثها بالثكنة، كُلف بها فريق طبي تابع للمصالح الطبية العسكرية، من بينهم أطباء قدموا من المستشفى العسكري بمدينة مكناس، حيث شن الفريق الطبي، بحسب المعطيات التي أفاد بها مصدر عليم، حملة واسعة وسط جنود القاعدة العسكرية، لحصر لائحة المخالطين للجندي المتوفى وتصنيفهم بحسب درجة قربهم منه، وأسفرت حتى مساء الأربعاء، عن وضع أزيد من 4 جنود تحت الحجر الصحي بالمستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس بعدما تأكدت إصابتهم بالعدوى، من أصل أزيد من 18 جنديا خالطوا بشكل مباشر زميلهم المتوفي والمصاب قيد حياته بالفيروس. وينتظر المسؤولون العسكريون نتائج التحليلات المخبرية لباقي زملائه بالفرقة العسكرية بالثكنة، والذين يرتبطون بالآلة الأمنية “حذر” ويفوق عددهم 400 جندي، كما لم تستبعد مصادرنا أن تشمل نفس التدابير الصحية، التي يباشرها الفريق الطبي العسكري، كل المجموعات التابعة لقاعدة فاس العسكرية، بمختلف تخصصاتهم ورتبهم، بغرض الحيلولة دون اجتياح المرض للقاعدة العسكرية، وانتشاره بكل مرافقها ومصالحها والجنود العاملين فيها. دآخر الأخبار الآتية من القاعدة العسكرية لظهر المهراز بفاس، تفيد أن جنود هذه القاعدة يعيشون أجواء من الرعب والهلع، وهم يترقبون ما ستسفر عنه أبحاث الفريق الطبي للتدخل السريع التابع للمصالح الصحية العسكرية لحصر المصابين بالفيروس. وفرضت القيادة الجهوية للحامية العسكرية بفاس على الجنود المقيمين بداخل ثكنة ظهر المهراز تدابير الحجر الصحي المراقب، خصوصا وسط المنتمين إلى مجموعة “حذر”، والتي ينتمي إليها الجندي المتوفى، حيث جرى كإجراء احتياطي مؤقت تعليق عمل عناصر هذه المجموعة بالآلة الأمنية “حذر”، والتي تضم إلى جانب أفراد القوات المسلحة الملكية، تشكيلة من عناصر الأمن الوطني، والذين خضعوا هم أيضا، بحسب ما كشفت عنه آخر المعطيات، لفحوصات وأبحاث فريق التدخل السريع المكلف باليقظة والرصد الوبائي، للتأكد من حالتهم الصحية وعدم انتقال العدوى وسطهم وعائلاتهم، وهو ما يترقبه بقلق المسؤولون الجهويون للأمن الوطني بفاس. وسط ترقب لنتائج تحليلات مخالطيه من الجنود والشرطة