يوما واحدا بعد صدور الظهير الخاص بتعيينه وزيرا للثقافة والشباب والرياضة، وإعفاء سلفه الحسن عبيابة، أصدر عثمان الفردوس قرار الإفراج عن الدعم الخاص بجريدة «أخبار اليوم» وموقع «اليوم24»، إلى جانب ثلاثة منابر إعلامية أخرى، كان الوزير السابق يحتجز الدعم الخاص بها دون سند أو مبرر قانوني. وقد اتصلت المصالح الخاصة بتنفيذ قرارات اللجنة الخاصة بمنح الدعم العمومي الموجه للصحافة المغربية، والتي كانت قد أقرت استفادة «أخبار اليوم» شهر دجنبر الماضي، بإدارة نشر الجريدة عصر أول أمس، لتبلغها بالقرار الذي اتخذه الوزير الجديد، باعتباره أول ما أقدم عليه عثمان الفردوس بعد توليه مهام الوزارة، في تأكيد للطابع المتعسف والخارج عن القانون للاحتجاز الذي كان يقوم به عبيابة لهذا الدعم. وحرصت مصالح قطاع الاتصال على إخبار المؤسسة الإعلامية بصدور القرار، وفتح الباب، بالتالي، أمام تحويل قيمة الدعم المالي، الذي كان تأخيره قد تسبّب في تعميق أزمة «أخبار اليوم»، وبات في الفترة الأخيرة يهدّد بقاءها، لأن الدعم المخصص لها كان موضوع التزامات سابقة قدّمتها لدائنيها وأجرائها، دون أن تتمكن من الوفاء بها بسبب تعسف الوزير السابق. كما حرصت الجهة التي أبلغت «أخبار اليوم» بالقرار على تأكيد شمل موقع «اليوم24» بهذا القرار التصحيحي. لحظات قليلة بعد هذا الاتصال، نشر الوزير الجديد، عثمان الفردوس، تغريدة عبر حسابه الخاص في «تويتر»، يقول فيها إن دعم الصحافة، في هذه الفترة التي وصفها بالحاسمة، ينبغي أن يبدأ بتصفية الملفات العالقة منذ سنة 2019، والتي تعرف تأخيرا مدة 4 أشهر. وحرص الوزير على أن يعلن شخصيا أنه جرى، أول أمس الثلاثاء، فتح الوضع الإداري لرصيد بقيمة مليونين و770 ألف درهم، لصالح 5 منابر إعلامية، بينها «أخبار اليوم» و«اليوم24». ووضع الوزير الجديد بذلك حدا لعملية إعدام صريح ومكشوف كان يقوم بها الوزير السابق ضد مؤسسة «أخبار اليوم»، والتي كانت موضوع مراسلات وجهتها المؤسسة إلى جميع الجهات المعنية، بينها رئيس الحكومة ورؤساء بعض هيئات الحكامة والتقنين، مثل المجلس الأعلى للحسابات ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والهيئات المهنية يتقدمها المجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية ولجنة دعم المقاولات في المجلس الوطني للصحافة… وأثار الخبر موجة ارتياح عارمة، حيث انتشرت ردود الفعل المرحبة والمهنئة عبر الشبكات الاجتماعية، كما توالت الاتصالات على إدارتي مؤسستي «أخبار اليوم» و«اليوم24»، بعدما كان الرأي العام الوطني والدولي قد تابع فصول معاناة المؤسستين وتعرضهما لظلم غير مبرر ولا مفهوم من جانب الوزير السابق. عبيابة، الذي بات اسما مرتبطا بحزمة من الأخطاء التي راكمها في الفترة القصيرة من توليه الوزارة في التعديل الحكومي لشهر أكتوبر الماضي، أعفي بطريقة لا تخلو من دلالات، حيث جرى إبلاغه بالقرار بعد الاستقبال الملكي لكل من رئيس الحكومة والوزير الجديد عثمان الفردوس الأسبوع الماضي، وجاء البلاغ الصادر عن الديوان الملكي خاليا من أية إشارة إلى عبيابة، إلى أن صدر الظهير الرسمي في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، والذي حمل قرار إعفاء عبيابة وتعيين عثمان الفردوس بدلا منه، مع نقل مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة، والتي كانت موضوع ممارسات كارثية من جانب عبيابة، إلى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي محمد أمزازي.