ظروف إقامة مزرية تشبه السجن، وغربة عن الأهل، وتهديد وبائي، ثلاث ظروف صعبة، ومجتمعة، يعيشها العشرات من المواطنين المغاربة العالقين في مدينة سبتةالمحتلة، منذ أربعة أسابيع، بعدما علقوا في الثغر المحتل، إثر قرار إغلاق المعبر، الذي يربطها بباقي أقاليم شمال المملكة، في الثالث من 13 مارس الماضي، ضمن التدابير الاحترازية من انتشار فيروس كورونا. في حين، تمكن عدد قليل منهم من تدبر مكان للإقامة في ظل الظروف الحالية، إذ أجبر الباقون، ويتراوح عددهم بين 100 إلى 140 شخصا، من طرف سلطات المدينةالمحتلة، على الإقامة في منشأتين لا تستجيبان لأي من شروط السلامة الصحية، أولاهما السجن القديم في سبتة، وثانيهما ملعب صغير مغطى بالقصدير، يمنع الدخول، أو الخروج منها. وفي اتصال مع موقع “اليوم 24″، طالب منصف السعيد، المحامي في هيأة الرباط، الذي يوجد رفقة والدته، من بين العالقين في مدينة سبتة، بتدخل عاجل للسلطات الحكومية، وعبر قنوات التواصل المعتادة في عمالة تطوان، لحل أزمة المغاربة العالقين في سبتةالمحتلة، وإجلائهم نحو مدينة تطوان، مع إخضاعهم للحجر الصحي، حتى ثبوت خلوهم من فيورس كورونا المستجد، ليعودوا بعد ذلك إلى أسرهم بدلا عن المأساة المضاعفة، التي يعيشونها، حاليا. وأشار السعيد إلى أن من بين العالقين أشخاص مسنون، وأطفال، ونساء حوامل، بالإضافة إلى ذوي أمراض مزمنة، منها السرطان، وأمراض الكلي، لم يجدو لها أدوية في مراكز إيوائهم، المفتقرة أصلا لشروط، ومعايير السلامة. وقال المتحدث نفسه إن العالقين لا يطالبون لا بمساعدات، ولا ضمان الإيواء، ولا بأي من أنواع المساعدة الأخرى، بل فقط بإجلائهم نحو بلادهم. كما عبر السعيد عن استغرابه مما أقدمت عليه القنصليات، التي أعلنت وقف العمل بالحصة السياحية السنوية من العملة الصعبة، مؤكدا أن المهاجرين فقدوا مدخراتهم، ويريدون العودة. وبخصوص تقديم شكاوى إلى الجهات الرسمية، أكد السعيد أنه حاول، منذ 13 مارس الماضي، التواصل مع قنصلية المغرب في الخزيرات، ولم يتمكن من ذلك، إلا خلال الأيام الثلاثة الماضية، إذ كان جوابها أنه لا يمكن التدخل لحل المشكلة، في ظل الوضع الخاص في سبتةالمحتلة.