في الوقت الذي أكد فيه محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، أن نسبة الوفيات المسجلة ببلادنا “تبقى في حدود 6 في المائة، وأن الأمر يتعلق بالمعدل نفسه تقريبا في دول قريبة منا، إن لم يكن أكثر شيئا ما في بعض الدول الأخرى”، كشفت معطيات جديدة أن المغرب يعد من بين أكثر البلدان الإفريقية التي فيها بون واضح بين عدد المصابين الهالكين والمعافين، إلى جانب أن المغرب يبقى إلى حدود زوال أمس الاثنين من أكثر الدول الإفريقية التي ينتشر فيها فيروس كورونا. وفي هذا الصدد، أوضح تصنيف محين تضمنه تقرير لصحيفة “إلباييس” الإسبانية حول انتشار فيروس كورونا المستجد في القارات الخمس وعدد المصابين والهالكين والمعافين، أن المغرب يوجد في خانة الدول الإفريقية التي سجلت أكبر عدد من الوفيات، علاوة على أنه يوجد في خانة الدول الإفريقية التي سجلت بونا واضحا بين عدد الهالكين والمعافين، كما أن عدد الوفيات فيه يبقى مرتفعا مقارنة مع عدد الإصابات، وكذا بالنسبة إلى دولة جنوب إفريقيا التي سجلت 1280 إصابة وحالة وفاة واحدة. انتشار الفيروس بإفريقيا ويشير التقرير إلى أنه إلى حدود زوال الأحد الماضي احتل المغرب المرتبة الرابعة إفريقيا ب463 إصابة (الرقم بلغ 534 حالة صباح أمس)، مسبوقا بجنوب إفريقيا التي توجد في صدارة الدول الإفريقية الأكثر استهدافا من قبل فيروس كورونا ب1280 مصابا، ومصر في الرتبة الثانية ب609 مصابين، والجزائر ثالثة ب511 مصابا؛ فيما حلت تونس سادسة ب312، وبوركينافاسو سابعة ب222 إصابة، وساحل العاج ثامنة ب165 إصابة، وغانا في المرتبة التاسعة ب152 إصابة، والسنغال عاشرة ب142 مصابا، متبوعة بدول الكاميرون ب139 إصابة، ونيجيريا ب111 إصابة، وجزر الموريس ب107 إصابات، والكونغو الديمقراطية ب81 إصابة، ورواندا ب60 إصابة، ومدغشقر ب43 إصابة، وكينيا ب42 إصابة، وأوغندا ب33 مصابا، والطوغو ب30 مصابا، وزامبيا ب29 مصابا، وإثيوبيا ب21 مصابا، ومالي ب20 مصابا، والكونغو (19)، والدجيبوتي (18)، وغينيا الاستوائية (14)، وتنزانيا (14)، وإيرتيريا (12)، ونامبيا (11)، والنيجير (10)، فيما باقي الدول الأخرى، فقد سجلت أقل من عشر إصابات. وبخصوص الوفيات، حل المغرب إلى حدود زوال أول أمس الاثنين في المرتبة الثالثة ب26 وفاة، مسبوقا بمصر ب40 وفاة، والجزائر ب31 وفاة، ومتبوعا ببوركينافاسو ب12 وفاة، وتونس ب8 وفيات، والكونغو الديمقراطية ب8 وفيات، وغانا ب5 وفيات، والموريس ب(2)، والكاميرون (2)، وأنغولا (2)، فيما سجلت حالة واحدة في كل من ساحل العاج، ونيجيريا، وكينيا، والطوغو، ومالي، النيجر، والغابون، وزيمبابوي، والسودان، والرأس الأخضر، وغامبيا. حيرة اختلال ميزان الهالكين والمعافين رغم قلة الضغط على الأنظمة الصحية الإفريقية منذ بدء انتشار الوباء فيها بحكم محدودية الإصابات مقارنة مع دول أوروبية قريبة، إلا أن قلة المعافين يظهر هشاشة هذه الأنظمة الصحية، بحيث تظهر بشكل واضح محدودية عدد المعافين في إفريقيا مقارنة مع مجموع المصابين والهالكين. وبخصوص المعافين، احتلت مصر الصادرة ب132 معافى (من أصل 609 مصابين)، متبوعة بالجزائر ب29 معافى (من أصل 511 مصابا)، متبوعة بالسنغال ب27 معافى (من أصل 142 مصابا)، ببوركينا فاصو ب23 معافى (من أصل 222 مصابا)، بينما حل المغرب في المرتبة الخامسة ب13 معافى (من أصل 463 مصابا)، متبوعا بساحل العاج ب4 معافين ( من أصل 165 مصابا)، والكاميرون ونيجيريا وموريس والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ب3 معافين في كل بلد، وغانا بمعافين اثنين. ويظهر التصنيف أن المغرب يعد من بين الدول التي يسجل فيها بون واضح بين عدد الوفيات وعدد المعافين، بحيث سجلت 26 وفاة مقابل 13 حالة شفاء، أي إن الوفيات تمثل أكثر من النصف، وفي تونس سجلت 8 وفيات مقابل صفر حالة شفاء، وفي غانا سجلت 5 وفيات وحالتي شفاء، وفي الجزائر سجلت 31 وفاة مقابل 29 حالة شفاء، وفي مصر 132 حالة شفاء مقابل 40 وفاة. فيما يبقى عدد الوفيات والمعافين متقارب في باقي الدول الإفريقية. وبرر مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة المغربية هذا البون الواضح بين الوفيات والمعافين، قبل ساعات، قائلا إن نسبة الوفيات المسجلة ببلادنا تبقى في حدود 6 في المائة، مضيفا أنه “إذا لاحظنا في بعض الدول الأوروبية المجاورة، والتي لنا معها علاقات واتصالات وطيدة، فإننا نجد أن الأمر يتعلق بالمعدل نفسه تقريبا إن لم يكن أكثر شيئا ما في بعض الدول الأخرى”. لكن، مثلا، في إسبانيا جرى تسجيل 7340 حالة وفاة فقط، مقابل 16780 حالة شفاء، أي إن عدد المعافين يفوق ب60 في المائة عدد الهالكين، رغم أن إسبانيا سجلت إلى حدود إلى زوال أول أمس الاثنين 86 ألف حالة؛ وحتى في إيطاليا التي تحولت إلى بؤرة للوباء بأوروبا، فإن عدد المعافين بلغ 13030 مقارنة مع 10779 وفاة، علما أن إيطاليا سجلت إلى حدود الساعة 100 ألف إصابة بالفيروس. وحتى في ألمانيا، فإن عدد المعافين بلغ 8481 شخصا، مقابل 474 حالة وفاة من أصل 85101 إصابة؛ وفي فرنسا جرى تسجيل 7132 حالة شفاء مقابل 2606 حالة وفاة من أصل 41 ألف مصاب. أما الولايات المتحدةالأمريكية، فقد سجلت 4856 حالة شفاء مقابل 2517 وفاة من أصل 144 ألف مصاب؛ وسجلت كندا 345 معافى مقابل 66 وفاة من أصل 6320 مصابا. وفي الأرجنتين جرى تسجيل 228 معافى مقابل 23 وفاة من أصل 820 إصابة. وفي الصين جرى تسجيل 76 ألف معافي مقابل 3313 وفاة من أصل 83 ألف مصاب تقريبا؛ وفي إيران سُجل 13391 معافى مقابل 2640 هالكا من أصل 38309 مصابين، وفي كوريا الجنوبية جرى تسجيل 5228 معافى مقابل 158 وفاة من أصل 9661 إصابة، وفي تركيا سجلت 105 حالات شفاء مقابل 131 وفاة من أصل 9217 مصابا. مع ذلك هناك دول أوروبية تعاني مثل المغرب من ارتفاع عدد الهالكين مقارنة مع المعافين، مثل البرتغال التي سجلت 119 وفاة مقابل 22 معافى فقط، من أصل 5962 مصابا، وهولندا ب864 وفاة مقابل 250 معافى من 11750 مصابا؛ وفي بلجيكا هناك 431 وفاة مقابل 350 معافى من أصل 10836 مصابا. هذا الاختلال سُجل، أيضا، في القارة الأمريكية، مثلا، في البرازيل سجلت 136 وفاة و(0) معافى من أصل 4256 مصابا؛ و20 وفاة في المكسيك مقابل معافى واحدا من أصل 993 مصابا. وأوضح محمد اليوبي أن الوفيات سُجلت لدى أشخاص هم أكثر عرضة لعوامل الاختطار سواء بسبب ارتفاع السن أو لوجود أمراض مزمنة كالربو أو السكري أو أمراض القلب والشرايين أو هذه العوامل كلها. وتابع قائلا: “إذا قمنا بمقارنة بين متوسط العمر لدى الهالكين نجد أن هذا المعدل هو 66 سنة أو أكثر، مع وجود قلة قليلة تحت 66 سنة، في حين أن معدل العمر بالنسبة إلى باقي الحالات هو 52 سنة”، وبالنسبة إلى العوامل المرضية المرتبطة بعوامل الاختطار، فقد سجل السيد اليوبي أن نسبة 82 في المائة من الأشخاص المتوفين كانوا يعانون من أمراض مزمنة. وتابع اليوبي أن الحالة الصحية كانت عادية عند بداية التكفل بالمرضى بنسبة 84 في المائة، وَجِدّ متقدمة أو حرجة بالنسبة إلى 16 في المائة من الحالات، في حين كانت الحالة الصحية لدى أكثر من 85 في المائة من حالات الوفاة، عند بداية التكفل، جد حرجة.