بعربية متعثرة اختلطت حروفها بالدموع، حكى عماد، المصاب بفيروس كرونا، والذي يرقد بمستشفى محمد السادس في مراكش، جناح الكوفيد 19، معاناته مع المرض والإهمال، كاشفا جزاء مؤلما للغاية من رحلة الصراع مع الفيروس اللعين. عماد المغربي الحامل للجنسية البريطانية، تحدث بإسهاب، في اتصال مع “اليوم 24″ عن معاناته داخل المستشفى، واصفا 12 يوما قضاها هناك ب”الجحيم”. وقال: “أنا لم أخترع كورونا..أنا أيضا أصبت بها وجئت للمستشفى من أجل حقي في العلاج”، مضيفا “المرض والإهمال وسوء المعاملة إذا اجتمعوا يقتلون..أنا أصارع ضد أمراض أخرى، هي القلب والكبد والضغط، وانضاف إليهم الفيروس، وكلي يقين بأنني سأتغلب”، قبل أن يردف: “لكن ما عشته هنا جعلني أحس أن الموت قريب”. استسلم عماد لدموعه أكثر من مرة، ويؤكد: “الإحساس بالحكرة أشد فتكا من كورونا، صرت أصارع من أجل قنينة ماء، يرفضون مدي بها هنا، أستعطفهم وأستجديهم بدون فائدة”. وزاد: “لدي من الإمكانات ما يساعدني على العلاج في أي مصحة خاصة، لكن يرفضون…قلت لهم بأنني مستعد لأن أدفع كل ما يطلبون شريطة أن لا تنتهك آدميتي”. وفق رواية عماد للموقع، فإنه لا يدري كيف أصيب بالفيروس، لكن يؤكد أن ذلك ربما تم في أحد المطاعم في مدينة مراكش، حيث كان يعيش. ويضيف: “لدي مشاريع عديدة هنا..على الرغم من أنني أتوفر على الجنسية البريطانية، إلا أن علاقتي لم تنقطع بالمغرب، ولدي مشاريع هنا كثيرة، وتشتغل معي أسر عديدة، لأجد نفسي في النهاية أعامل مثل كلب”. بدأت القصة، يقول عماد في حديثة دائما مع الموقع، صبيحة يوم أمس الأحد، عندما احتاج كما عادته قنينة ماء. يقول وقفت أمام باب الغرفة، على الرغم من أنني أصارع للوصول إليها، بحيث أشعر بالدورار ولا أقوى على الوقوف، وبقيت أنتظر أن يمر أحدهم لأطلب منه المساعدة في الحصول على قنينة ماء”. ويضيف: “ما إن لمحني أحد الأطباء حتى صار يصرخ في وجهي، كما لو أنه رأى شبحًا..كان يصرخ في وجهي بقوة “دخل لبيتك دخل لبييييتك”، ولم يسمع مني حتى ما أريد”. وزاد: “لم أتحمل صراخه وإهاناته ودخلت معه في مشادات، خاصة وأنني كنت أستعطفهم من أجل قنينة ماء دون جدوى”. بعد هذا الحادث، يقول عماد، قررت المغادرة، لكنهم منعوني، ويضيف: “كلابي تعيش أحسن مني…لديهم ما يأكلون وبكرامة، في حين أنا آكل أكلا باردا، امتنعت أخيرا عن أكله، لأنني أحس بأنه شيئا آخر وليس أكلا…لا أكل ولا ماء ولا مواد تنظيف..”. ويضيف بعد أن انفجر باكيا: “صرت عاجزا عن الاقتراب من يدي، فأنا أعاني من إسهال حاد، ولا أجد ماء ولا ورق مرحاض ولا صابون لأنظف نفسي..نفس قنينة الماء الصغيرة علي أن أشرب منها وأنظف يدي وأطرافي بها…ودون صابون ولا مطهر ولا أي شي…صارت يدي صفراء وصرت أكره النظر إليها”. العامل النفسي، يشدد عماد، مهم في رحلة الصراع مع الفيروس، ويقول: “كل يوم نرى وفيات..الناس تموت بالفيروس، وهذا يؤثر فينا، لا نطلب شيئا غير الأكل والماء وورق المرحاض، حتى نساعد أنفسنا ونساعدهم على تجاوز هذه المحنة.