حوار مع الدكتور محمد رجاوي، مدير المعهد الوطني للصحة بالرباط نحن الآن في المركز الوطني المرجعي للأنفلونزا والفيروسات التنفسية، حدثنا عن هذا المختبر؟ بدأ العمل في المركز الوطني المرجعي للأنفلونزا والفيروسات التنفسية، في أواخر التسعينات، يعني أنه واكب في العقدين الأخيرين الأوبئة التي شهدها العالم، منها ستراس وH1N1 وميرس-كوف وحاليا مع كوفيد- 19. هذا المختبر معبأ ومجهز، وفيه تقنيات حديثة وهي التقنيات المستعملة دوليا، ونتائجنا تضاهي ما هو موجود في دول العالم، والتقنية تسمى بيولوجي موليكيلير، عندها حساسية تقنية عالية يمكنها اكتشاف عدد قليل من الفيروسات، أي أنه منذ بداية ظهور الأعراض يمكن اكتشاف الفيروسات. يعني منذ بداية الأعراض ممكن اكتشاف الفيروس، والتقنية تستغرق ما بين أربع وخمس ساعات، وضروري أنها تمر بعدة مراحل. المختبر عنده إشهاد إيزو 9001، وهو معتمد من طرف المنظمة العالمية للصحة كمختبر وطني للأنفلونزا. هل يمكن للمختبر أن يستقبل المواطنين الراغبين في إجراء التحليلة؟ نحن في المعهد الوطني للصحة نستقبل العينات فقط ولا نستقبل الأشخاص، وبالتالي نقول للمواطنين، لا حاجة للتنقل إلى المعهد، وبدل ذلك يجب الاتصال بالرقم الهاتفي 0801004747 أو الرقم 141، الأطباء يجيبون المتصلين ويرشدونهم إلى ما يجب القيام به، وإذا كان من الضروري أن تؤخذ لهم عينة فسيتم ذلك، بالنظر لطبيعة الأعراض التي تظهر عليهم، وإذا كانت الحالة في مدن الشمال والشرق، فإن العينة توجه للمعهد الوطني بالرباط، وإذا كانت بالدار البيضاء والجنوب فإنها تحال على معهد باستور بالدار البيضاء. تشغلون 24 ساعة على 24 ساعة؟ نعم، المختبر يشتغل حاليا 24 ساعة على 24 ساعة، ونستقبل العينة في أي وقت. والنتيجة لا تسلم من المعهد الوطني للصحة، بل من الطبيب الذي أخذ العينة، فنحن نحيلها على مديرية الأوبئة بالوزارة، وهذه الأخيرة ترسلها إلى الجهة والإقليم لإخبار المريض، وبالتالي اتخاذ إجراءات التطبيب الضرورية إن تأكدت الإصابة بالفيروس. والثمن حاليا هو 500 درهم، والتحاليل المخبرية مجانية، وأخذ العينة أيضا مجاني، فقط يجب أن يكون الشخص خاضعا لتعريف الحالة المشتبه في إصابتها. ما هي حصيلة اشتغال المختبر منذ ظهور الفيروس في المغرب؟ حتى اليوم الاثنين 16 مارس، 17 حالة أكدها المعهد الوطني للصحة من بين الحالات المؤكدة حتى صباح الاثنين، والتي بلغت 29 حالة، وأجرينا حتى اليوم 550 تحليلة مخبرية، تضم الحالات المشكوك فيها، وأيضا الطلبة المغاربة العائدون من الصين ومن رافقهم. قدراتنا تفوق ما نقوم به حاليا بكثير، على سبيل المثال، حين كان وباء H1N1 في 2009، مختبرنا قام بأكثر من 10000 تحليلة، والحمد لله عندنا فريق متكامل، له قدرات ومنظم بطريقة ممتازة، لنوفر النتائج في الوقت المطلوب. هل يمكن لمختبرات أخرى أن تقوم بإجراء اختبار التأدد من “كورونا”؟ نحن في المرحلة الأولى، وتعريفها هو عدم وجود حالات إصابة أو وجود بعض الحالات، وهذا هو وضعنا حاليا. إن ارتفعت الحالات، واقتضى الحال بأن نضيف مختبرات أخرى، فوزارة الصحة ستقوم بذلك، وستناط مهمة إجراء التحاليل لمختبرات أخرى من غير مختبر المعهد الوطني للصحة ومعهد باستور. الآن بدأت تصلنا عينات لإجراء التحاليل المخبرية بوتيرة أكبر من الأيام الأولى، وهذا شيء جيد، يجب أن يعي المواطنون الذين لهم أعراض الفيروس أن عليهم القيام بالفحوصات اللازمة، وبالتالي أخذ العينة للتأكد من مدى الإصابة بالفيروس، وهذا سينفعهم وسينفع المجتمع كله. في هذا الوضع الصعب، بما تنصحون المواطنين؟ ما أريد أن أقوله للمغاربة، إن الإجراءات التي تقدم عليها الدولة مهمة جدا، وهي استباقية بكل صراحة، يجب فقط الامتثال للتوجيهات، ونتائجها جد مهمة وستظهر في المستقبل، وإن احترمنا الإجراءات سنساهم في السيطرة على الوباء. وكما تؤكد منظمة الصحة، المطلوب هو النظافة ثم النظافة وتفادي التجمعات، وإن أقدمت الدولة على إجراءات أخرى، يجب فهمها على أساس أنها تفكر في صحة ومصلحة المغاربة، ولم تتخذ إلا لحماية المواطنين، وما علينا إلا التنفيذ.