انتشرَ فيروس “كورونا” المستجد، ومعه صور أشخاص يرتدون أقنعةً بيضاء واقية، أصبحت ترمز للفيروس إعلامياً، عبر مختلف منصّات، وقنوات العالم، قبل أن تظهر فيما بعد تصريحات لوزراء الصحة بحكومات الدول، التي وصلها الوباء، منهم وزير الصحة المغربي، تحذّر من اقتناء الكمامات. وقال وزير الصحة، خالد آيت الطالب، في ندوة صحفية، مطلع الأسبوع الجاري، إن شروط وضع الأقنعة الواقية واضحة، وأضاف أن “صنفاً من هذه الكمامات مخصص للمرضى، وصنفا آخر خاص بالمهنيين من ممرضين، وأطباء”، مشدداً على أنها غير صالحة للإنسان العادي. وعلى الرغم من التحذيرات الرسمية، يتزايد الإقبال على شراء الكمامات في صيدليات المغرب، ليصبح اقتناؤها الشغل الشاغل للكثيرين، خوفاً من الفيروس الجديد “كوفيد 19″، الذي أصاب أزيد من 95 ألف شخص في مختلف مناطق العالم. الكمامات ترفع نسبة الخطورة! وقال الأخصائي في أمراض الأنف والحنجرة بتطوان، مولاي هشام الهاشمي، في حديث مع “اليوم 24″، إن “الكمامات المتداولة، التي تشبه أقنعة الجراحين، لا تقدم حماية فعالة ضد الفيروسات”، موضحاً أنها لم تُصنَع لحماية الإنسان من العدوى، “بل يراد بها في الأصل أن تمنع وصول قطرات معدية من الجهاز التنفسي للجراحين إلى منطقة الجراحة”. وشدد المتحدث نفسه، على أن “القناع يكون مجدياً، ومفيداً عندما يرتديه المصاب بالفيروس، والإنفلونزا، لحماية الآخرين من نقل العدوى إليهم، وليس العكس”. أما عن خطر الكمامات، فلفت الهاشمي الانتباه إلى أن خطورة ارتدائها تكمن في منح الشخص “شعوراً زائفاً بالأمان”، قد يزيد من احتمال الإصابة بالفيروس، خصوصا “مع سوء الاستعمال كلمسها باليدين، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية”، ودعا إلى عدم اقتنائها، وقال: “الكمامات لا تقي من المرض فلا داعي للتهافت من أجل اقتنائها”. ولم ينف الهاشمي وجود أقنعة مخصصة للوقاية من الفيروسات، إلا أنها “غير متوفرة بكثرة، ويتطلب استخدامها تعليمات معينة”، مشيراً إلى وجود أصناف متنوعة بناء على البيئة، التي صمِّمت لأجلها، وقدرتها على تصفية الملوثات، أشهرها، وأكثرها نجاعة، حسب المتحدث، قناع التنفس “إن 95” (N95 Respirator Mask). ممارسات أفضل للوقاية وينصح الأخصائي مولاي هاشم الهاشمي، في حديثه مع الموقع، بالحرص على اتباع الإرشادات المعروفة للوقاية من أي عدوى، منها “عدم لمس العينين، والأنف، والفم دون غسل اليدين، وتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المرضى، أو الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية”، فضلاً عن تنظيف الأشياء، والأسطح التي تم لمسها بشكل متكرر، مع غسل اليدين بالماء، والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل. ودعا المتحدث نفسه إلى اتباع “ممارسات النظافة التنفسية الجيدة”، مثل تغطية الفم، والأنف بالمرفق المثني أو بمنديل ورقي عند السعال، أو العطس، ثم التخلص من المنديل المستعمل على الفور. ويرى الهاشمي أن التوصيات، وتدابير التحكم في انتشار العدوى، هي الملاذ الوحيد، والآمن، حتى الآن، لمنع انتشار عدوى فيروس “كوفيد 19″، في ظل عجز العالم عن التوصل إلى لقاح، أو عقار فعّال للعلاج منه. المناعة القوية حصن ضد الفيروس الاهتمام بصحة الإنسان، حسب الدكتور الهاشمي، لا يجب أن يرتبط بالأزمة الوبائية الحالية فقط، “بل يجب أن يكون هماً دائما في حياة كل شخص”، ويرى المتحدث، أن الحفاظ على السلامة الصحية يتطلب كسب مناعة قوية، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بسلوكيات من شأنها تقوية مناعة الإنسان، وبالتالي الرفع من حظوظ عدم إصابته بالفيروسات المعدية. وذكر الهاشمي من هذه السلوكيات، “التغذية الصحية المتوازنة مع عدم الإسراف، والإكثار في المقابل من شرب الماء، والسوائل”، بالإضافة إلى “المحافظة على الصحة النفسية، وتجنب الضغوطات، والأزمات، وتوثيق الصلة الروحية مع الخالق سبحانه وتعالى”. ودعا الأخصائي ذاته إلى “اعتماد برنامج يومي متوازن، مع احترام أوقات النوم، والاستيقاظ”، مشيراً إلى أن “الليل للسبات والنهار للمعاش دون إفراط، أو تفريط”، مع تخصيص وقت للرياضة، والحركة بشكل منتظم، وتجنب التدخين، والكحول، وكل العادات المضرة، التي من شأنها إضعاف مناعة الإنسان، وقدرتها على مواجهة التهديدات الفيروسية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، تسجيل 2241 حالة إصابة بفيروس كورونا في مختلف مناطق العالم، خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد المصابين بالعالم إلى 95 ألفا و333 حالة، من بينهم 80 ألفا و565 حالة في الصين . وفي المقابل، تجاوز عدد حالات الشفاء من فيروس كورونا في الصين 50 ألف حالة، حسب السلطات الصينية، وهو ما يمثل أكثر من نصف عدد الإصابات، التي تخطت 95 ألف إصابة حول العالم. كما حظيت المنطقة العربية بشفاء مصابَين، سجلتهما كل من السعودية، والكويت، أول أمس، بعدما ارتفع عدد المصابين إلى أربعة أشخاص في المملكة العربية، و56 شخصا في جارتها الكويت.