بالرغم من الصراعات المريرة التي خاضها تيار “المستقبل” في حزب الأصالة والمعاصرة مواجها تيار “الشرعية” الموالي للأمين العام السابق، حكيم بنشماش، إلا أن الأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي لا يبدو أن لديه خطة لتصفية الحساب مع خصومه. ولسوف يظهر ذلك في اجتماعه أمس الثلاثاء، بفريق حزبه بمجلس المستشارين. مدير الفريق، حسن التايقي، كان يوصف باليد اليمنى لبنشماش في صراعه مع تيار “المستقبل”، ولقد نسبت إليه الأحداث التي كادت تعصف بالمؤتمر الرابع للحزب، وكان متوقعا أن يجري الاستغناء عن خدماته في الفريق بمجرد أن يطاح ببنشماش. لكن وهبي قرر ألا يفعل ذلك، وبدلا عن ذلك، فقد وجه إليه تحذيرا أخيرا عبارة عن وضعه بين خيارين. مصدر حضر الاجتماع قال لموقع “اليوم 24″، إن وهبي أخبر التايقي على هامش هذا الاجتماع بأن عليه أن يختار: “إما أن تركن لأعمال الإدارة، وتحتفظ بمنصبك مديرا لفريق الحزب، وإما لك الحرية في أن تمارس السياسة داخل الحزب لكن دون أن يكون لك دور في الإدارة”. ولم يظهر ما كان جواب التايقي ، لكنه كما يقول المصدر ذاته، “كان مكتفيا بأن يومئ برأسه”. ويتوقع القادة الجدد في الحزب أن ينصرف التايقي عن أي “أعمال تحريضية” داخل الحزب بعد الآن. وقال قيادي في تيار “المستقبل”: “ليس بودنا تصفية الحساب مع أي أحد، لكننا لن نقبل باللعب على حبلين”. التايقي كان موضعا لانتقادات شديدة من لدن قادة “المستقبل”، وهي الانتقادات التي طالت أيضا موظفين كبار في الحزب، كانوا جميعا موالين لبنشماش. إلى ذلك، أعلن فريق الحزب في مجلس النواب، عقب اجتماعه بوهبي أيضا، في اليوم تفسه، عن مواصلة دفع المساهمات الشهرية من تعويضاتهم النيابية لفائدة الحزب. وكان النواب قد توقفوا عن تسديد هذه المساهمات طيلة عام 2019، بسبب المشاكل التي سادت الحزب، ورغبة من النواب في عدم استعمال تلك المساهمات في إدارة الصراع الداخلي لفائدة جناح ضد آخر. ولقد خلا التقرير المالي الذي قدم في المؤتمر، من مساهمات البرلمانيين لعام 2019، لكن مقدمته، ميلودة حازب، لم تفسر خلال عرضها، ما جعل النواب يرفضون دفع تلك المساهمات.