نفت الجزائر تصريحات للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن الحديث مع نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، عن “جرائم فرنسا” في فترة الاستعمار. وقالت وزارة خارجية الجزائر، في بيان، نشرته أمس السبت، إن الجزائر “فوجئت بتصريح أدلى به رئيس جمهورية تركيا، رجب طيب أردوغان، نسب فيه إلى رئيس الجمهورية حديثاً أخرج من سياقه حول قضية تتعلق بتاريخ الجزائر”. وشددت الوزارة ذاتها، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، “على أن المسائل المعقدة المتعلقة بالذاكرة الوطنية، التي لها قدسية خاصة عند الشعب الجزائري، هي مسائل جد حساسة”، لافتة الانتباه إلى أن “مثل هذه التصريحات لا تساهم في الجهود، التي تبذلها الجزائر، وفرنسا لحلها”. وكان أردوغان قال في تصريح للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال عودته من السينغال، الثلاثاء الماضي إن تبون أخبره بأن "فرنسا قتلت أكثر من خمسة ملايين جزائري، خلال مائة وثلاثين سنة من الاستعمار". وذكر الرئيس التركي، حسب صحيفة ديلي صباح التركية، أنه طلب من الرئيس الجزائري خلال زيارته الأخيرة له، مشاركته الوثائق، التي تثبت هذه الأرقام، وقال: أبلغت الرئيس الجزائري: "إذا أرسلتم لنا مستندات كهذه، سنكون سعداء للغاية". وأشار أردوغان إلى أن الرئيس الجزائري ينظر إلى فرنسا بطريقة مختلفة تمامًا عمن كان قبله، ولفت الانتباه إلى أن "الفرنسيين ارتكبوا مجازر في كل من الجزائر، ورواندا، وأن دولاً إفريقية أخرى مثل السنغال لا تحمل انطباعاً إيجابياً عنهم". والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الجزائري عبد المجيد تبون بدعوة من الأخير، الأحد الماضي، في زيارة شملت التعاون الاقتصادي بين البلدين، والأزمة في ليبيا، التي أعلن الطرفان "اتفاقهما التام" حول إدارتها في ضوء ما تقرر في مؤتمر برلين.