كما كان متوقعا، نالت شركة Avant-scène، صفقة تنظيم المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، المقرر عقده في مدينة الجديدة، يوم 7 فبراير المقبل. وتبلغ قيمة الصفقة مليار و200 مليون سنتيم. ومن المقرر أن يعلن الحزب عن نتائج طلب العروض، والشروع في تنفيذ الصفقة يوم الاثنين، على أقصى تقدير. الشركة المذكورة، هي عملاق في قطاع التواصل، “ذي شهية كبيرة” في نيل الصفقات بالمغرب، وأسسها كل من جمال الدبوز، الكوميدي الفرنسي ذي الأصل المغربي، ومريم أبيقازر، وهي من تتولى منصب الإدارة العامة فيها منذ عام 2003. وعقدت اللجنة المكلفة بالصفقة اجتماعها يوم الخميس الماضي، وقدمت أربع شركات عروضها بخصوص تنظيم المؤتمر، لكن اللجنة رأت في العرض المقدم من لدن شركة Avant-scène، “الأكثر جاذبية”. المكي زيزي، رئيس لجنة الصفقة هذه، قال ل”اليوم 24″، إن لجنته اطلعت على العروض المقدمة، ورفعت إلى الأمين العام للحزب، نتائج العملية مرقمة بالشكل الترتيبي وفقا للعرض الأكثر جدارة بنيل الصفقة نزولا لمن هم أقل من ذلك”. وبصفته أمينا عاما، فإن حكيم بنشماش تعود إليه أيضا بوصفه آمرا بالصرف، صلاحية مراقبة سلامة المساطر المتبعة في هذه الصفقة. وبالفعل، فقد أرجع بنمشاش ملف الصفقة إلى اللجنة بعد فحصه، حيث تبين خللا في التوقيعات على محاضر الصفقة. لكن رئيس اللجنة أوضح بأن الأمين العام رد ملف الصفقة لأن توقيعات أعضاء اللجنة المكلفة لم ترد في محضر الصفقة، وإنما وردت بشكل مستقل في قائمة تسجيل الحضور، وقد جرى تصحيح ذلك على الفور”. ويثير نيل شركة Avant-scène، لصفقة تنظيم مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة شكوكا في أن تكون أعمال لجنة الصفقة “مجرد إجراءات شكلية” كان الغرض منها إظهار أن صفقة المؤتمر كانت ملائمة لروح التنافس، وفقا لما كانت تريده اللجنة التحضيرية للمؤتمر. بعض الشركات التي تقدمت إلى طلب العروض هذا، أسرت بشكاويها على نحو خاص، من أن يكون رسو الصفقة على الشركة المذكورة كان قرارا جرى اتخاذه مسبقا. وبعضهم يقول إن “المعلومات بخصوص نيل هذه الشركة للصفقة كان معروفا، ومحسوما قبل شهرين”. وقد تلقى بنشماش بعضا من هذه الشكاوى من بعض الشركات التي تقدمت لطلب العروض هذا، لا سيما بخصوص “خروقات” لاحظوا وقوعها في الإجراءات المسطرية المتعلقة بهذه الصفقة. جدير بالذكر أن الشركة التي نالت الصفقة كانت موضوع شكوى من مقاولة تعمل في قطاع التواصل، هي SJ event، حيث أشار صاحبها إلى أن مسؤولين في حزب الأصالة والمعاصرة يخططون لمنحها الصفقة، لأن أحد الشركاء البارزين داخلها، زوجة لشخصية نافذة بالدولة، ترعى مصالح حزب الأصالة والمعاصرة منذ تأسيسه. بيد أن مسؤولي الحزب يرفضون ذلك، ويقولون إن الصفقة “مرت بشكل شفاف وفقا لما هو مطلوب قانونا”، بحسب عبارة هشام عيروض، عضو لجنة الصفقة التي أشرفت على طلب العروض. وهي العبارة نفسها التي رددها رئيس اللجنة، المكي زيزي.