يبدو أن التحركات المكثفة التي قام بها عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى عاصمة البوغاز في مناسبتين خلال السنة الحالية، والهالة التي أحيطت بها زيارته لطنجة لإبراز قوة حزبه الداخلية وتماسكه التنظيمي، لم تكن سوى جعجعة بلا طحين. فلا هي ساهمت في وأد الخلافات التنظيمية الحادة داخل البيت التجمعي، ولا هي حالت دون استمرار نزيف الاستقالات المتوالية. آخر المغادرين الذين أعلنوا القطيعة مع حزب التجمع الوطني لطنجة، بعد المنسق الإقليمي للشبيبة التجمعية، نوفل الشراط، هو الرئيس السابق لمجلس مقاطعة امغوغة، عبد العزيز بنعزوز، الذي قرر رسميا البحث عن حزب سياسي بديل لخوض الانتخابات الجماعية المقبلة، ومواصلة سعيه نحو تحقيق طموحه السياسي في تقلد مناصب أرفع في التدبير والتسيير المحلي. وقال عبد العزيز بنعزوز، في حديث مع “أخبار اليوم”، إنه قام بتجميد عضويته الفعلية داخل هياكل حزب التجمع الوطني للأحرار باتحادية عمالة طنجةأصيلة، وذلك بعد ثمانية أشهر من التواري عن الأنظار ووضع مسافة بينه وبين الحزب، ومقاطعة أنشطته محليا وجهويا ووطنيا. وعزا المتحدث قراره، ضمن نفس التصريح، إلى أشياء كثيرة فضل عدم الخوض في تفاصيلها لأنها من الأمور المعلومة، حسب قوله، مستدركا بالتوقف على نقطتين هما اختلافه مع المقاربة الجديدة التي نهجتها القيادة الحالية للحزب، والمتمثلة في محاولته استقطاب وجوه جديدة وتبويئها مكانة مرموقة في هرم المسؤوليات داخل الهياكل التنظيمية للحزب، وذلك على حساب الكوادر القديمة للحزب. أما النقطة الثانية، فتتعلق بغياب الحوار الداخلي، مؤكدا بأن “قنوات الحوار غير مفتوحة”، بحيث إنه طيلة الشهور الماضية التي تراجع فيها إلى الخلف وانسحب إلى جانب عدد من المستشارين الجماعيين عن نفس الحزب، لم يتلقوا أي تفاعل سواء من القيادة الجهوية أو الوطنية، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى “قطيعة تامة”، حسب وصفه. ويتوفر بنعزوز الذي يشغل حاليا مستشارا بمجلس المدينة، على خزان انتخابي يمكن أن يشكل ضربة قوية لحزب الأحرار في جهة طنجة، في حال انتقاله إلى حزب آخر منافس، وفي الوقت الذي كشف فيه المتحدث بأنه لم يحسم موقفه بعد، فإن مقربين منه يتوقعون أن تكون وجهته المقبلة إما حزب الاتحاد الدستوري، الذي التحق به القيادي السابق في الأحرار، يونس الشرقاوي، وإما أنه سيولي وجهته نحو حزب الأصالة والمعاصرة، الذي التحق به رفيقه رضوان الزين، المستشار الجماعي بمجلس مقاطعة السواني. لذلك بدأ مسؤول اتحادية عمالة طنجةأصيلة القادم من حزب الاتحاد الاشتراكي، عمر مورو، تحركات مكثفة في الأيام القليلة الماضية، من أجل إعادة التوازن إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يحتاج أحصنة انتخابية حتى يتمكن من مقارعة منافسيه الذين يتوفرون على كتل انتخابية ثابتة، في حين تعرضت قاعدته للتشتت بعد انسحاب عدد من الوجوه الانتخابية المعروفة. وقالت مصادر “أخبار اليوم” إن عمر مورو يخطب ود رئيس مجلس عمالة طنجةأصيلة، عبد الحميد أبرشان، المنتمي لحزب الاتحاد الدستوري، إذ قالت مصادرنا إن الطرف الأول عرض رسميا الالتحاق بالحمامة، غير أن الأخير التمس مهلة للتفكير في طريقة مناسبة لتغيير قبعته الحزبية، دون أن يثير غضب قائد حزب الحصان، وزير السياحة السابق محمد ساجد. ليس هذا فحسب، بل إن عمر مورو، وفق مصادر أخرى، طرق باب قيادي بارز في نقابة ميلود موخاريق، ويتعلق الأمر بالكاتب الجهوي لمنظمة الاتحاد المغربي للشغل، علي عبد الصادق، وذلك في لقاء ثنائي جمع بينهما نهاية الأسبوع المنصرم، بحثا عن سند انتخابي لرجل معروف بنشاطه الميداني وتوفره على كتلة ناخبة مهمة من العمال. وتأتي تحركات عمر مورو، في الوقت الذي يعيش فيه البيت التنظيمي لحزب التجمع الوطني للأحرار وهيئاته الموازية على وقع انقسام صامت، يجسده وجود تيارين كل منهما يحتضن مجموعة مستشارين في المجالس المنتخبة محليا وإقليميا وجهويا، إحداهما خلف المنسق الجهوي السابق محمد بوهريز، والثانية مساندة للمنسق الحالي المستشار البرلماني عمر مورو. يذكر أن عبد العزيز بنعزوز، هو ثالث رئيس مقاطعة كان ينتسب لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال الولاية الانتخابية السابقة، قبل أن يشقوا عصا الطاعة ويلتحقوا بأحزاب أخرى، بعد كل من يونس الشرقاوي، رئيس مقاطعة طنجةالمدينة، ومحمد الحمامي، الرئيس السابق لمقاطعة بني مكادة.