شهد كريال سنطران بالحي المحمدي أعمال هدم أكثر من أربعين "براكة" منذ الخامسة من صباح يوم أمس الثلاثاء 3 ماي، والى غاية ساعات متأخرة من الليل. وعرفت أعمال الهدم هذه عنفا كبيرة وصفها السكان بالأقوى على الإطلاق، حيث جندت السلطات المتخصصة عدد كبيرا من القوات المساعدة، ورجال الشرطة وجارفات وشاحنات. وأقدم عدد من السكان على مواجهة الشرطة وعرقلة الأعمال وتنظيم مسيرات احتجاجا على هذا القرار، مما أدى إلى اعتقال عدد كبير في صفوف الشباب إناثا وذكورا، وإصابة آخرين عند مواجهات بالحجارة مع رجال الشرطة، وأقدم شاب على ذبح نفسه نقل على وجه السرعة إلى المستشفى و أخر على محاولة إضرام النار في جسده. واستنكر السكان بشدة أعمال الهدم دون إنذار مسبق، والإنزال الأمني الكبير، وطالبو برفع تحقيق في المسألة خصوصا أن اغلبهم يتوفر على أوراق تشهد له سوى باكتراء الأرض أو شراءها، واعترفوا آخرون أنهم كانوا يرشون الباشا والمقدمين بمبالغ كبير مقابل البقاء و الاستفادة من عملية الإسكان، وقال احد السكان " من العيب والعار أن يتم هدم أقدم كريان في الدارالبيضاء بهذه الطريقة العنيفة جدا، وهو الذي ساهم بقوة في حماية المملكة من المستعمر الفرنسي وأنتج طينة كبيرة من الفنانين، وساهم في كتابة التاريخ المشترك" وقال مصدر طلب عدم ذكر اسمه ل"اليوم24" أن سكان "كاريان سنطرال" صدر ضدهم أحكاما بالهدم وتوصلوا بإنذارات قضائية ومراسلات من القياد متعددة لكنهم لم يستجيبوا لقرار الترحيل ، وأضاف أن عدد كبير منهم مستفيدون من عملية إعادة الإسكان بمنطقة الهراويين، وأردف انه لا يمكن الشروع في أي عملية هدم في غياب استفادة السكان وان السكان يودون الاستفادة تكثر من مرة من السكن وهذا ما يخالف القانون ويخيب فيه تكافئ الفرص.