تأسف الأمير هشام لما أسماه ب”التراجع الديمقراطية في المغرب”، في حوار مطول نشره معهد ويثرهيد للدراسات الدولية التابع لجامعة هارفارد الأمريكية خلال الأسبوع الجاري بعنوان: "رؤية منشق حول الربيع العربي"، والذي نقلت جزءا منه صحيفة القدس العربي. وأوضح الأمير هشام أن الدولة المغربية تبنت رؤية جديدة وهي “التعامل مع المعارضة والأصوات المطالبة بالديمقراطية، على أساس أنها عدوة بدل غريم سياسي كما كان يحدث في الماضي”. ويرى الأمير هشام، أن “النظام حاول الرهان على التنمية بدل الديمقراطية، ونجح في بناء بنيات تحتية مهمة، ولكنه في المقابل لم يحقق النمو الاقتصادي وتفاقمت الفوارق الطبقية”. ولا يستثني الأمير هشام المغرب من “تطورات الموجة الثانية من الربيع العربي لاسيما في ظل ارتفاع شريحة الشباب الغاضب وباقي الفئات والطبقة الوسطى والمهمشة”. وفي سؤال حول أسباب فشل الربيع العربي في مرحلته الأولى، قال الأمير هشام إن "الربيع العربي انهار بسبب التدخل الجيوسياسي لبعض الدول في العالم العربي التي أرادت أن تفشل التجربة الديمقراطية وتبتعد عن سكّتهِا”، مشيرا إلى “العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، البلدان التي فعلت كل ما في وسعها من أجل هذا الفشل". وفي عامل آخر، ينسب الفشل الى الحركات الاجتماعية التي قادت التغيير "كانت مكتفية بالمراقبة ولا تترجم مطالبها إلى سياسة ملموسة ولم تصبح أطرافا سياسية مؤسسية. إنها تسببت أساسا في سقوط الطغاة لكنها لم تتحول إلى أحزاب سياسية". ويرى الأمير هشام أن مرور الربيع العربي من ثلاث مراحل حتى الآن، وهي "المرحلة الأولى من 2011 – 2012 جلبت الشباب إلى الشوارع، حيث تم خلالها تفكيك الأنظمة الحاكمة، وانصب الإهتمام على التحركات الشعبية، التي اعتمدت على التكنولوجيات والرموز الجديدة لمقاومة السلطة والمطالبة بالحرية". أما في المرحلة الثانية، يرى أن إجراء الانتخابات التشريعية في عدد من الدول والتي قادت الأحزاب الإسلامية الى السلطة. وتتجلى المرحلة الثالثة في الثورة المضادة التي قادتها المملكة العربية السعودية التي”أصابها الفزع الشديد من هذه الانتفاضات الديمقراطية ووظفت الأموال والقوة العسكرية والدبلوماسية للقضاء على الثورات”. ويوضح الأمير هشام، أن العالم العربي دخل الموجة الثانية من الربيع العربي، إذ “أصبحت المعارضة الشعبية تعود إلى الظهور بسبب الاقتناع بأن الأنظمة الاستبدادية لا يمكنها ببساطة أن تفي بوعودها السخية”. ومن ضمن المميزات الجديدة للموجة الثانية، يقول الامير هشام “إن الرغبة في التغيير لم تعد مقتصرة فقط على الشباب بل تخترق كل الطبقات ومنها المتوسطة التي تعاني والفقيرة التي تزداد معاناة”.