رغم التخوفات المغربية من صعود نجم “فوكس، الحزب اليميني المتطرف المعادي للمغرب والمغاربة، خلال الانتخاباتالتشريعية الأخيرة التي شهدتها الجارة الشمالية من جهة، ومن مشاركة “بوديموس“، الحزب اليساري الجذريالمنحاز إلى جبهة البوليساريو، في الحكومة المقبلة، من جهة أخرى؛ إلا أن قيادة الحزب الاشتراكي للحكومة المقبلةبزعامة بيدرو سانتشيز، بغض النظر عن وزن “بوديموس” فيها، لن يغير موقف الحزب الاشتراكي الداعم للمغربداخل أروقة الاتحاد الأوروبي. فزعيم بوديموس، بابلو إغليسياس، اعترف، يوم أول أمس الخميس، ضمنيا، فيرسالة إلى منخرطي الحزب بأنه سيقدم على تنازلات قد لا يتفق مع البعض لتجنب أي تعثر قد تؤدي إلى انتخاباتثالثة قد تقود اليمين إلى الحكم. هذا الارتياح المغربي الحذر من التحالف الحكومي الإسباني المقبل، تبعَثهُ، أيضا، بعض التسريبات التي تتحدث عنأن وزير الخارجية الإسبانية المقبل لن يكون سوى صديق المغرب، لويس بلاناس، وزير الفلاحة والصيد البحري المؤقتوالسفير السابق في الرباط، خلفا لوزير الخارجية الإسباني المؤقت، جوسيب بوريل، قيدوم الدبلوماسيين الإسبانوصديق المغرب، والذي سيشغل ابتداء من فاتح دجنبر المقبل منصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، خلفا لفيديريكاموغيرني، الدبلوماسية الإيطالية. هكذا يكون المغرب ربح دعم الحكومة الإسبانية والقيادة الأوربية الجديدة. في هذا الصدد، أصر رئيس الحكومة الإسبانية المؤقتة سانتشيز، خلال استقباله يوم أول أمس الخميس بقصرالمونكلوا بمدريد، رئيس المجلس الأوروبي الجديد، شارل ميشيل، على طرح قضية ضرورة تعزيز الاتحاد الأوروبيدعمه للمغرب لمواجهات تحديات تدفقات الهجرة غير النظامية التي بلغت مستويات غير مسبوقة سنة 2018. الحكومة الإسبانية أكدت أن بيدرو سانتشيز “نقل إلى شارل ميشيل أهمية رفع الدعم المخصص للمغرب، باعتبارهشريكا أساسيا لإسبانيا وأوروبا في قضية الهجرة“. وتابع رئيس الحكومة الإسبانية قائلا: “لقد مكننا تعاون المغربمن تقليص عدد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا سنة 2018 بنسبة 50 في المائة“، مقارنة مع نفس الفترة منالسنة الماضية. ودافع الرئيس الجديد للمجلس الأوروبي على ضرورة التعاون جنبا إلى جنب مع مجموعة من الدول خارج الاتحادالأوروبي، من بينها المغرب، لمعالجة قضية الهجرة غير النظامية، إذ وعد بطرحها بشكل منظم في اجتماعات المجلسالتي يترأسها. من جهة أخرى، حاول بعض الصحافيين إحراج جوسيب بوريل خلال مرافقته الملك الإسباني فيليبي السادس فيالزيارة التي قام بها بحر هذا الأسبوع إلى كوبا من خلال إقحام المغرب. بعض المتتبعين والصحافيين انتقدوا حديثالملك فيلبي السادس خلال خطابه، يوم الأربعاء الماضي بهافانا، عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في كوبا في الوقتالذي لا يخوض في مثل هكذا قضايا في لقاءات مع المسؤولين المغاربة والسعوديين والصينيين؛ لكن جواب بوريل كاندبلوماسيا بالقول: “عندما سنصل إلى المغرب أو الصين، سنرى“، وفق ما نشرته صحيفة “البيريوديكو” الإسبانية. فيما أوردت صحيفة “الفانغوارديا” أن بوريل رد قائلا: “عندما سنذهب (إلى المغرب أو الصين)، سنرى ما سنقوله“.