تغلي المدينةالمحتلةسبتة، بعد شهر تقريبا من إغلاق السلطات المغربية المعبر الحدودي باب سبتة الثاني المخصص للتهريب المعيشي، وتنضاف، بذلك، إلى الاحتقان الذي تعيش على إيقاعه شقيقتها المدينةالمحتلة مليلية بعد القرار السيادي للسلطات المغربية الذي أغلق بموجبه المعبر الجمركي البري بني أنصار في فاتح غشت 2018. الغليان والاحتقان اللذان تعيش على إيقاعهما المدينتان، يؤكدان أن التهريب المعيشي على الظهر أو بواسطة عربات يدوية صغيرة يخدم فقط المصالح الاقتصادية الإسبانية وبعض التجار الكبار المغاربة، في المقابل تخسر خزينة الدولة المغربية ملايين الدراهم، علاوة على المشاهد الأقرب إلى العبودية للحمالين والحمالات والتي تسيء لصورة المملكة في الخارج. في هذا الصدد، خاب أفق انتظار كبار التجار الإسبان والمغاربة والحمالين والحمالات بداية هذا الأسبوع بعد أن أجلت السلطات المغربية للأسبوع الثالث على التوالي فتح المعبر المخصص للحمالين. إذ أن الأشغال التي يعرفها المعبر منذ 9 أكتوبر المنصرم، بهدف اتخاذ بعض الإجراءات الضرورية لضمان سلامة وأمن الحمالين والحمالات بالمعبر، لم تنته، وفق وكالة الأنباء «أوروبا بريس». رئيس ديوان مندوبية الحكومة الإسبانية بسبتة، خوان هيرنانديث، أوضح أن التهريب المعيشي لن يعود «حتى تكون الشروط في الحدود مواتية»، مبينا أنه ليس هناك «تاريخ قريب». في نفس السياق، كشفت مصادر عليمة لصحيفة «سبتة تيفي»، أنه من المرجح أن يفتح معبر باب سبتة الثاني يوم الاثنين المقبل. وتابع المصدر ذاته أنه من بين الأسباب التي قد تعجل بإعادة فتح المعبر في وجه الحمالين، هناك نقل المسؤول الأول عن الجمارك المغربية بباب سبتة إلى ميناء طنجة المتوسط، حيث ينتظره منصب مهم. كما أن انتهاء الانتخابات التشريعية الاسبانية، يوم الأحد المقبل، قد يعجل بفتح المعبر من جديد. على صعيد متصل، طالب كبار المقاولين بمليلية المحتلة من الحكومة الاسبانية إيجاد حلول للمشاكل التي تشهدها الحدود مع الداخل المغربي، من بينها إعادة فتح المعبر الجمركي البري بني أنصار، الذي أغلقه المغرب بقرار سيادي يوم 1 غشت 2018. وكان العشرات من الأشخاص، نظموا وقفة أمام مندوبية الحكومة الاسبانية بسبتة، دعت إليها 8 منظمات مقاولاتية، من أجل طلب إعادة فتح معبر بني أنصار، بعد أن تضررت التجارة المحلية منذ إغلاقه. يشار إلى أن عدد الحمالين المغاربة، رجالا ونساء، تراجع في السنوات الأخيرة من أزيد من 30 ألف حمال إلى 8000 حمال تقريبا مع بداية السنة الجارية. علما أن أكثر من 400 مليار سنتيم تخرج من المغرب إلى سبتة في إطار التهريب المعيشي.