انطلقت، صباح اليوم الاثنين، في غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الرباط، أولى جلسات محاكمة المتهمين العشرة في ملف قتل، واغتصاب، وتعذيب الشابة، التي عرفت إعلاميا باسم “حنان بنت الملاح”، حيث استمعت الهيأة القضائية إلى طلبات الدفاع، قبل أن تقرر تأجيل الجلسة إلى غاية الثاني من دجنبر المقبل. ويتابع في الملف كل من المتهم الرئيسي، الملقب ب”ولد المراكشية” بما نسب إليه من جرائم وحشية، تضمنت “القتل العمد مع سبق الإصرار”، “واستعمال وسائل التعذيب، وارتكاب أعمال وحشية، وهتك العرض ضد “حنان” في أحد الأماكن المغلقة في المدينة القديمة للرباط، ما أدى إلى وفاتها لاحقا، إلى جانب شقيق له متهم بالمشاركة في الجريمة، بالإضافة إلى شقيقته، التي تتابع في حالة سراح، وكذا 7 متهمين آخرين بعدم التبليغ عن جريمة مع العلم بوقوعها، وعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر، وكذا تسجيل صورة الضحية دون موافقتها بقصد التشهير بها. دفاع 8 من المتهمين في الملف طالب، خلال الجلسة، بتمتيع موكليه بالسراح المؤقت، معتبرا أن ضمانات الحضور متوفرة لديهم. بوشعيب الصوفي، محامي 4 من المتهمين غير الرئيسيين في الملف، أوضح في تصريح “لليوم 24” أن موكليه لم يكونوا حاضرين لتنفيذ الجريمة حتى تتم متابعتهم بعدم التبليغ، لأنهم فقط اطلعوا على فيديو الجريمة عبر الهاتف. واعتبر الصوفي أن عددا من المتهمين في الملف توبعوا “بالصدفة”، على الرغم من أن عددا منهم لم يطلعوا أصلا على الفيديو، مضيفا أنه “لا يمكن أن يتابع كل المغاربة، الذين شاهدوا هذا الشريط”. وقال الصوفي إن متابعة موكليه ليست جدية، وإنما “مجانية”، جاءت فقط ل”تضخيم الملف”، حسب وصفه. يذكر أن قضية حنان فجرها مقطع فيديو صادم، ومروع، انتشر، في شهر يوليوز الماضي، بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وثق مشاهد اغتصاب نفذها شخص في حقها، في مكان مغلق في العاصمة الرباط، بحضور بعض الأشخاص، ضمنهم من كان يسجل الفيديو. وبدت حنان، التي فارقت الحياة، بعد أيام من تعرضها للاغتصاب، والتعذيب، ممددة فوق فراش، وهي عارية، وعلى جسدها كدمات متفرقة، فيما يدخل شخص قنينات زجاجية كبيرة في قبلها ودبرها، في مشهد مرعب للغاية. الفيديو، الذي خلق حالة رعب، وصدمة، بعد انتشاره، وكانت مدته دقيقتين، كان يسجله شخص مرافق لهما. وسمع خلال تسجيل الفيديو صوت الضحية حنان، وهي تستجدي معذبها بالقول: "خويا عبد الواحد عافاك…يا مي الحبيبة"، وفي لحظات تطلب من مصور الفيديو مساعدتها، فيرد عليها، من دون أن يتوقف عن التصوير: "عييت نطلبو عليك ما بغاش"! وحسب المعطيات، التي قدمتها المديرية العامة للأمن الوطني، فقد تمت معالجة القضية بتاريخ 8 يونيو الماضي، بعدما تم العثور على الضحية ملقاة في أحد أزقة المدينة العتيقة في الرباط، لكنها لفظت أنفاسها بتاريخ 11 يونيو جراء المضاعفات الخطيرة، التي تعرضت لها بعد واقعة الاغتصاب. وأضاف بلاغ مديرية الأمن أن الأبحاث، التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية كانت قد أسفرت على الفور عن تحديد هوية المشتبه به في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وهو الشخص نفسه، الذي يظهر في مقطع الفيديو، وهو يعتدي على الضحية، إذ تم توقيفه، وتقديمه أمام العدالة من أجل جريمة القتل العمد. وفي المقابل، وفي ضوء مقطع الفيديو، الذي تم تداوله بخصوص القضية، باشرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بحثا لتحديد هوية المتورطين المفترضين في هذه الجريمة، وعلى الخصوص المشاركين في الاعتداء على الضحية، وتصوير مقطع الفيديو المتداول. وبعد أيام من انتشار فيديو حنان الضحية، تم اعتقال ثمانية مشتبه فيهم آخرين، تتراوح أعمارهم ما بين 33 و61 سنة، وذلك للاشتباه في ارتكاب أفعال إجرامية، تتعلق بعدم التبليغ عن جناية، وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.