قررت غرفة الجنايات الابتدائية في محكمة الاستئناف في الرباط، قبل قليل، تأجيل جلسة محاكمة المتهمين في ملف جريمة اغتصاب، وقتل “حنان بنت الملاح” إلى غاية الثاني من شهر دجنبر المقبل. وشهدت الجلسة الأولى، التي انطلقت، زوال اليوم الاثنين، مثول 10 متهمين في الملف، منهم شخصان في حالة سراح، والباقون في حالة اعتقال، ضمنهم المدعو “ولد المراكشية”، المتهم الرئيسي في الملف، وشقيقه، والذين تتوزع بينهم تهم "القتل العمد مع سبق الإصرار، واستعمال وسائل التعذيب، وارتكاب أعمال وحشية، لتنفيذ فعل يعد جناية، والاحتجاز المرتكب خلاله تعذيب، وهتك العرض باستعمال العنف، وجنحتي السكر العلني البين، واستهلاك أقراص مخدرة"، بالإضافة إلى "المشاركة في القتل العمد، وعدم التبليغ عن جناية مع العلم بوقوعها، وتسجيل صورة الضحية دون موافقتها بقصد التشهير بها". وقدم محامو 6 من المتهمين طلبات بتمتيع موكليهم بالسراح المؤقت، وهم المتابعون بعدم التبليغ عن جناية، وعدم تقديم مساعدة للضحية، والتشهير بها، إذ أكد المحامي بوشعيب الصوفي، الذي يترافع عن 4 منهم، أن جميع ضمانات الحضور متوافرة لموكليه، وضمنهم (م.م) إبن ديبلوماسي مغربي في إحدى الدول الأوربية، قال عنه “ذنبه الوحيد هو مشاهدته ككل المغاربة للفيديو الخاص بالجريمة”، حسب تعبيره. يذكر أن قضية حنان فجرها مقطع فيديو صادم، ومروع، انتشر، في شهر يوليوز الماضي، بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وثق مشاهد اغتصاب، نفذها شخص في حقها، في مكان مغلق في العاصمة الرباط، بحضور بعض الأشخاص، ضمنهم من كان يسجل الفيديو. وبدت حنان، التي فارقت الحياة، بعد أيام من تعرضها للاغتصاب والتعذيب، ممدة فوق فراش، وهي عارية، وعلى جسدها كدمات متفرقة، فيما قال شخص بإدخال قنينات زجاجية كبيرة في قبلها، ودبرها، في مشهد مرعب للغاية. الفيديو، الذي خلق حالة رعب، وصدمة، بعد انتشاره، مدته دقيقتان، كان يسجله شخص مرافق لهما. ويسمع صوت السيدة، وهي تستجدي معذبها بالقول: "خويا عبد الواحد عافاك… يا مي الحبيبة"، وفي لحظات تطلب من مصور الفيديو مساعدتها، فيرد عليها، دون أن يتوقف عن التصوير: "عييت نطلبو عليك ما بغاش"! وحسب المعطيات، التي قدمتها المديرية العامة للأمن الوطني، فقد تمت معالجة القضية، في تاريخ 8 يونيو الماضي، بعدما تم العثور على الضحية ملقاة في أحد أزقة المدينة العتيقة في الرباط، لكنها لفظت أنفاسها بتاريخ 11 يونيو جراء المضاعفات الخطيرة، التي تعرضت لها بعد واقعة الاغتصاب. وأضاف بلاغ مديرية الأمن أن الأبحاث، التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية كانت قد أسفرت على الفور عن تحديد هوية المشتبه فيه بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وهو الشخص نفسه، الذي يظهر في مقطع الفيديو، وهو يعتدي على الضحية، إذ تم توقيفه، وتقديمه أمام العدالة من أجل جريمة القتل العمد. وفي المقابل، وفي ضوء مقطع الفيديو، الذي تم تداوله بخصوص القضية، باشرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بحثا لتحديد هوية المتورطين المفترضين في هذه الجريمة، وعلى الخصوص المشاركين في الاعتداء على الضحية، وتصوير مقطع الفيديو المتداول. وبعد أيام، تم اعتقال ثمانية مشتبه فيهم آخرين، تتراوح أعمارهم ما بين 33 و61 سنة، وذلك للاشتباه في ارتكاب أفعال إجرامية، تتعلق بعدم التبليغ عن جناية، وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.