عبد العزيز أفتاتي : * عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية أنت واحد ممن عارضوا التحالف مع البام في انتخابات جهة طنجةتطوان- الحسيمة؟ ما هو موقفك من هذا التحالف؟ أنا رأيي في البام لا يتزحزح، وموقفي من البؤس هو أنه صنيعة بنية موازية، لأن وجوده بالنسبة إلي مؤشر على استمرار السلطوية والفساد في التربص بالوضع السياسي، لذلك ينبغي مواجهته. وموقفي من البام ومن التحالف معه لا يميز بين جهة وإقليم ودوار، البام ينبغي أن ندفعه إلى مزبلة التاريخ ديمقراطيا، وموقفي لن أغيره. ألا تعتقد أن هناك معطيات جديدة طفت على السطح يمكن أن تغير موقفكم المتشدد من البام والتحالف معه؟ هذا الحزب ليس له مؤهلات سياسية لكي يحصل على شهادة ميلاد جديدة، هذا كائن رعته الدولة الموازية ولا زالت ترعاه إلى يوم الناس هذا، ولا تعرف ما تفعل به، هل يستمر، أم تدمجه في حزب أخنوش. ورأيي أن نبتعد عن البؤس، وأعتقد أن الجماعات والجهات تتطلب معارضة سياسية قوية وأغلبية متماسكة تسير. هل تتفق مع رأي بعض قيادات الحزب، التي تقول إن الحزب عانى من المعارضة في جهة الشمال، وحان الوقت لكي ينتقل إلى التسيير ولو مع حزب ظل يعتبره خطا أحمر؟ لو كانت الجماعات تقوم على التسيير فقط لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه كمغاربة، هل نساهم في تسيير العديد من المدن والجهات والجماعات، من خلال التسيير فقط، أم من خلال تطور سياسي عادي، كنا فيه في التسيير وفي المعارضة أيضا. المعارضة شيء ضروري للجماعات والتسيير أيضا، لكن ينبغي أن يتم وفق شروط سياسية معقولة ومفهومة. المعارضة ليست موقعا سياسيا اضطراريا، فهو موقع تمليه شروط سياسية، تؤكد على أن مشاركتنا في المعارضة هي استدامة وإحياء وتنشيط للعملية السياسية في الجماعات والمدن والجهات. وإذا كان الكل حريصا على التسيير مع الكل، فعلينا إذن أن نسن قانونا جديدا، نؤكد فيه على الحضور في التسيير بالنسبية منذ تشكيل الأغلبية، لا مكان فيه للمعارضة، إن هذا الموقف السياسي يكرس العبث وينبغي أن نوقفه. علينا استحضار المعطى السياسي في أي تحالف، فالتسيير ليس جنة أو منطقة آمنة دائما، يسعى الناس إليها بكل الوسائل، والمعارضة ليست أيضا موقعا اضطراريا، فهذا أمر غير صحيح، والمعارضة والتسيير يتمان بقواعد سياسية مضبوطة، وشرف لنا أن نعارض تركة البؤس ونواجه مساعي حقيقية لتكريس خيار ديمقراطي غير سليم.