أثارت حوادث العنف، التي يتعرض لها طلاب السنة الأولى في المدارس العليا، تحت ذريعة “أسبوع الاندماج” غضبا واسعا في صفوف المتابعين، وصل صداه إلى مجلس النواب. محمد أبودرار، النائب عن فريق الأصالة والمعاصرة في الغرفة الأولى للبرلمان، طالب في سؤال كتابي وجهه إلى وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، بكشف حقيقة العنف السلوكي داخل المؤسسات الجامعية، والتدابير، التي اتخذتها الوزارة للحد من انعكاساتها السلبية، والإجراءات اللازمة لتوفير مناخ صحي داخل المؤسسات الجامعية. وأكد النائب أن الاحتفالات، التي تشهدها المدارس، والمعاهد العليا بهدف تحقيق الألفة، والانسجام بين الطلبة القدامى، والجدد، أضحت تشهد ممارسات خرجت عن المألوف، وعرفت انحرافات “أخلاقية”. وأضاف النائب أن هذه الممارسات تحولت إلى تجاوزات، واعتداءات على حرمة وسلامة الطلبة الجدد، الجسدية، والنفسية، ناهيك عن تعمد التشهير بهم عبر تسريب مقاطع، وصور لتلك التجاوزات في حقهم، مما تسبب في مضاعفات وآثار نفسية بليغة لدى بعض، وصلت حد الانقطاع عن الدراسة. وأضاف النائب ذاته أن الانحرافات، التي وقعت، أخيرا، تحت مسمى ” البيزوتاج” يحتم على المسؤولين في المؤسسات الجامعية، وكذا القطاع الوزاري الوصي، وضع ضوابط، وقوانين رادعة، وتوفير الأمن داخل، وخارج الصرح الجامعي. وكانت القضية قد تفجرت، بعدما خرج عدد من الضحايا، وأقرباؤهم للحديث عن تفاصيل الاعتداءات، التي تعرضوا لها تحت مسمى “البيزوتاج”، كان آخرها فتاة، التحقت بالمدرسة العليا للمعادن بالرباط، ورفضت أن تتعرض لممارسات مهينة تحت مسمى “البيزوطاج”، فلجأت إلى أختها من أجل مساندتها، غير أنّ فتيات، وشبان انهالوا عليهما بالضرب المبرح، والسحل، وألفاظ عنصرية، في موقف أقرب إلى ممارسة السادية، كما أظهرت مقاطع فيديو توصل بها “اليوم24″، قبل أن تنهي المؤسسة تفاصيل ما وقه، واعتبرته خلافا شخصيا خارج أسوار المدرسة. وقال مصدر مطلع إن “الفتاة فقدت هاتفها، ومحفظة نقودها، وتطور الأمر، ووصل إلى وضع شكاية رسمية لدى مركز الشرطة في حي أكدال، فيما خرجت الشابة المتضررة من المستشفى بعد أن رقدت فيه يومين، وطالب أولياء أمور الطلبة بتدخل السلطات، كما انتقدوا “تفرج” مسؤولي المعهد على الوقائع دونَ اتخاذ أيّ إجراءت”.