يوم الخميس الماضي، فاجأنا حساب الوزير المحترم، بصورة لمؤخرة عليها علامة ميرسديس. لم نصدق تلك الفتنة، التي هاجمتنا على حين غرة، بل وجهنا أصابع الاتهام إلى القرصان، لا كما يدعي خصوم الإسلاميين بقولهم: إن مؤخرة اخترقت عقل الوزير. معاذ الله، أن يقع في هذا المحظور المشين. تحولت الصورة إلى خبر جاب الكثير من المواقع الإلكترونية، بعنوان موحد: “فضيحة…”، مما يعني، أن خصوم الوزير، لم ينتظروا ولو لبرهة، التأكد من الفاعل الحقيقي، هل هو الوزير المحترم أم أن جهة ما اخترقت حسابه، وأرادت التشهير به؟ جزمت المواقع أنه صاحب الفِعلة، ووصفوه بأبشع الأوصاف. لم يتأخر الرد، أصدر ديوان الوزيربلاغا، يؤكد أن حسابه اخترق، وأن الوزير لا علاقة له بالصورة، لأنه كان منهمكا في عمله الحكومي. لكن المحققين الفيسبوكيين، شككوا في هذا التبرير، وتساءلوا: كيف للقرصان، أن ينشر صورة المؤخرة الفاتنة، وبعد دقائق يقوم بحذفها، ثم فجأة، يظهر منشور بعنوان: “ما ينبغي أن تعرفه عن نظام التغطية الاجتماعية للمستقلين”، فهل اجتماع منشورين في دقائق معدودة، للقرصان وللوزير هو مجرد صدفة؟! المؤكد، أن الوزير المحترم مستحيل أن يكذب، ومستحيل أن يتواطأ ديوانه معه على الكذب. هذا اختراق واضح، لا لعقله ولا لقلبه، كما يدّعي الحاقدون. لم يستسلم المشككون، وظلوا يرددون: هل تم إلقاء القبض على القرصان الذي اخترق حساب الوزير؟ بعد هذه النازلة، على الوزير المحترم أن يدخل في خلوة تأمل، ويسأل نفسه: لماذا اهتم جمهور الفيسبوك والمواقع الإلكترونية بمنشور المؤخرة، ولم يهتموا بمئات تدويناته المفيدة والنافعة؟ هل المؤخرة الفاتنة أهم من كل تلك المنشورات؟ هل المؤخرة الفاتنة لها سلطة سحرية على العقول والقلوب؟ بكل تأكيد سيصل الوزير المحترم إلى إجابات صادمة. سيعرف أن الفنان الكوميدي محمد باسو أرقته مفارقة غريبة، حين تساءل في برنامج قفص الاتهام مع الرمضاني: كيف لندى حاسي أن يتابعها أكثر من مليون متابع على الإنستغرام، ولا تقدم شيئا إلا صور مؤخرتها؟ وقد جر هذا التساؤل عليه، شتائم عنصرية من أقوى أمينة حزب المؤخرة، على شبكات التواصل الاجتماعي. سيفهم الوزير المحترم، أن مركز السلطة اليوم، يوجد في مؤخرات بعض النساء، ولذلك، لهنّ الأمر والنهي. لقد اشتهر بين المثقفين هذه الجملة: “مؤخرة كيم كاردشيان، أكثر تأثيرا من مقدمة ابن خلدون”. حين أعلنت ندى حاسي توبتها، وارتدت الحجاب، هنأها الداعية الكوميدي رضوان بنعبد السلام، في مقابلة مباشرة على الفيسبوك، والتي حظيت متابعة بالآلاف. كان الداعية، في قمة السعادة، وهو ينصح “المؤخرة المحجبة” بنصائح ذهبية. لكن غالبية متابعي ندى عبروا عن حزنهم، لأنهم افتقدوا البدر في الليلة الظلماء، وتركوا متابعتها. وما إن أعلنت خلع الحجاب، إثر تحول غريب، وقررت إظهار مُقاتلتها، حتى التحق بحسابها الألوف من الباحثين عن اللحم المحلي. إنها الحقيقة الصادمة، حتى لو أنكرها كل الناس في العلن، لكنها الحلوى المشتهاة، التي تفتك بالصالح والطالح. وقد أحسن طارق رمضان، حين اعترف في كتابه “واجب الحقيقية” بالجنس الرضائي، الذي استغله خصومه، في حملة الانتقام منه، وأن لا علاقة له بتهم الاغتصاب. قد ينهزم المفكرون والصلحاء والأذكياء والخبراء والعباقرة والمبدعون أمام الحلوى، لأنها تنتصر على كل السلط. نتذكر جميعا، ما فعلته جنيفر لوبيز بمؤخرتها في موازين على شاشة دوزيم ذات ليلة جمعة، من ليالي شهر ماي 2015. اهتز المغاربة، وكادت تنفجر الحكومة. وليخفف بنكيران من غضب الناس، أرسل شكاية إلى “الهاكا”، فجاءه الجواب مخيبا لآماله. تحدثت الصحف في تلك الأيام، أن لوبيز لم تحرج المشاهدين، بل أهدتهم أهم ما في حياتها، ألا وهو المؤخرة، التي أمّنتها بملبغ مالي يقارب 27 مليون دولار. إذا كانت مؤخرة المرأة الفاتنة بهذه الأهمية، تشعل الحروب الفيسبوكية، وتؤثر في الجماهير، أتساءل بحرقة: لماذا لا تكون رمزا لحزب سياسي؟ هل تعلمون أن عدد متابعي كيم كاردشيان على إنستغرام 148 مليون متابع، حسب آخر زيارة لحسابها؟ ماذا تملك هذه المؤثرة في العالم؟ تملك برنامجا نوويا، لا يطالب بحصاره أحد. أخطأ أولئك الذين أسسوا حزب الحب، ليس الجامع بين البشر اليوم الحب، بل المؤخرات المصنعة في مختبرات التجميل. إن الدعوة لجعل المؤخرة رمزا لحزب سياسي، هي دعوة تنبه إلى أقوى رمز، مؤثر في الجماهير، لما يمتلكه من سلطة سحرية في النفوس. أرجو من خالص قلبي، أن يبادر ذلك الحزب الذي أعشقه، إلى تغيير رمزه الحزبي، برمز المؤخرة، وأعده أنه سيكتسح انتخابات 2021، وسيهزم العدالة والتنمية شر هزيمة.