بعد سنة من الأزمة الدبلوماسية التي عصفت بالعلاقة بين المغرب وهولندا بسبب “حراك الريف”، عاد وزير الخارجية الهلندي ستيف بلوك، ليغازل المغرب، من نفس المكان الذي تفجر فيه الخلاف قبل سنة، نيويورك. وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، كان قد ألغى في مثل هذه الأيام من العام الماضي، لقاءا كان ينتظر أن يجمعه مع وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويوركن بسبب انتقاد بلوك للمغرب على خلفية الأحكام الصادرة في حق معتقلي حراك الريف، قبل أن يعود بلوك اليوم، ليغازل المغرب في نيويورك، ويتحدث عن “العلاقة الوطيدة” التي تجمع البلدين. وفي ذات السياق، أشاد وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، اليوم الأربعاء بنيويورك، ب”الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب”، وذلك خلال ترأسه إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الاجتماع الوزاري العاشر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي انعقد على هامش الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال الوزير الهولندي “لا يزال الإرهاب يهدد مجتمعاتنا، وبالتالي، يتعين علينا الاستمرار في محاربة هذه الآفة وأن نظل يقظين إزاء التهديدات التي تشكلها مختلف الجماعات المتطرفة في العالم”، منوها “بالعلاقات الوطيدة” التي تجمع المغرب وهولندا على جميع المستويات، معربا عن تقديره “للدور الهام الذي يضطلع به المغرب في شمال إفريقيا وعلى صعيد المنطقة”. وكان بلوك قد أشعل قبل سنة فتيل أزمة دبلوماسية خانقة بين المغرب وهولندا، حينما وصف الأحكام الصادرة في حق معتقلي حراك الريف بالأحكام "العالية"، كما قددم بلوك تقريرا حول حراك الريف أمام لجنة الخارجية ببرلمان بلاده. الأزمة التي أشعلها بلوك بتصريحاته، رد عليها المغرب بتعليق لقاء كان من المقرر أن يجمعه ببوريطة في نيويورك، كما ألغيت زيارة لوزير العدل محمد اوجار كانت مبرمجة إلى هولندا، فيما تفجر الخلاف في ندوة صحافية كانت قد جمعت بلوك ببوريطة في الرباط، حيث رد بوريطة بلهجة شديدة على بلوك في الندوة الصحافية المشتركة بالقول إن المغرب لا ينتظر دروسا من أحد، في إشارة لتصريحات الوزير الهولندي حول حراك الريف.