كشفت معطيات جديدة أن الحرس المدني الإسباني، قام نهاية هذا الأسبوع بعملية أمنية واسعة أُطلق عليها اسم “كاسوال”، مكنت من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في تهريب الحشيش، باستعمال طرق جديدة وغير مألوفة من شمال المغرب إلى الجنوب الإسباني؛ إلى جانب اعتقال 32 مهربا مشتبها فيهم، من بينهم عنصر في مصالح الإنقاذ الإسبانية؛ وحجز طنين من الحشيش وثلاثة قوارب و5 سيارات ومبالغ مالية. وتقوم المنظمة على تقسيم الأدوار بين الفروع التابعة لها. الفرع الأول متخصص في شحن الحشيش من شمال المغرب في زوارق ترفيهية عبر ميناء طريفة إلى إسبانيا؛ فيما الفرع الثاني يستعمل قوارب مطاطية يقودها خبراء غواصون. إذ لأول مرة تقريبا تستعين شبكات تهريب الحشيش بالغواصين. هؤلاء الغواصون يعرفون جيدا أعماق سواحل طريفة، ويتوفرون على تجهيزات ومعدات مهنية، وقنينات الغوص بهدف الغطس لأطول فترة ممكنة وبفعالية. كل هذا من أجل القدرة على “انتشال” حزمات الحشيش التي تقوم المنظمة بتخزينها في أعماق البحر وفي مناطق بحرية استراتيجية بعينها. هذا الأسلوب في تهريب الحشيش يُسمى “الرسو” في عمق البحر؛ وتستعمله المنظمات الإجرامية المتخصصة جدا؛ إذ يصعب رصده، نظرا إلى استعمال قوارب تقوم بإلقاء حزمات من الحشيش في أعماق البحر مع ربطها بمجسمات كبيرة وثقيلة جدا لضمان استقرارها في الأعماق. مناطق التخزين البحرية هذه يتم رصدها من قبل المنظمة الإجرامية في انتظار استخراجها من قبل خبراء في الغوص في الليل. بلاغ للحرس المدني الإسباني، أوضح أن التحقيقات التي قادت إلى تفكيك الشبكة بدأت في شهر يناير الماضي بعد التوصل إلى وجود عدة أشخاص في طريفة يعيشون حياة البذخ رغم أن مداخلهم المادية لا تعكس ذلك، حيث كان يرجح أن تلك الأموال مصدر أنشطة غير قانونية لها علاقة بتهريب المخدرات. مع ذلك، تحض الشبكة بدعم بعض الأشخاص الذين يقومون بأنشطة قانونية لكي لا يتم ربطهم بعالم المخدرات. خلال التدخل الأمني الأول تم التعرض لمحاولة المنظمة إدخال 20 حزمة من الحشيش باستعمال زوارق ترفيهية. ويظهر أن تجارة الحشيش لازالت قوية في مضيق جبل طارق، إذ أن محافظة واحدة تُحتَجز فيها العشرات من أطنان الحشيش، في هذا قالت المدعية العامة المتخصصة في قضايا المخدرات بالجنوب الإسباني والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، آنا إيسابيل بياغوميث، في حوار مع إذاعة “كوبي”، إن “بوابة الحشيش إلى أوروبا هي إسبانيا، وبالضبط، الأندلس”؛ وتابعت في محافظة قاديس- وحدها- تم حجز هذه السنة 200 طن من الحشيش، وهي الكمية التي تصل قيمتها على الأقل إلى 450 مليون أورو (450 مليار سنتيم)”.