أطلق نشطاء مغاربة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، حملة تحمل عنوانا “لا للتشرميل”، بعد أحداث السرقة، والعنف، التي شهدتها بعض المناطق في المغرب. “اليوم24” تحدث مع ضحايا “التشرميل”، الذين أكدوا له أنهم يعانون نظرة المجتمع إليهم، بعدما تم تشويه وجوههم، بشكل كامل، من طرف معتدين، بعض منهم لم يستطع الأمن القبض عليه، والبعض الآخر، قضى القانون في حقهم بعقوبات مخففة. وضحايا التشرميل، شباب في مقتبل العمر، تعرضوا، في أوقات مختلفة، وأماكن متنوعة في المغرب، إلى أعمال عنف، وسرقة، نتجت عنها إصابتهم إصابة خطيرة، سواء على مستوى الوجه، أو في أنحاء مختلفة من أجسادهم، إضافة إلى نفسياتهم، التي اهتزت من جراء ذلك، وعدم شعورهم بالأمن. رشيد، في العشرينات من عمره، ينحدر من مدينة تطوان، أحد ضحايا “التشرميل”، حكى في حديثه مع “اليوم24″، أن “وجهه شُوه بالكامل، حتى أنه لا يستطيع الحديث، بسبب ذلك”. ووقع الحادث البشع، الذي كان رشيد ضحيته، قبل عيد الأضحى الماضي بيوم واحد، في تطوان، بعدما كان يهم بمغادرة مكان عمله، المتمثل في بيع وشراء بعض المواد الغذائية في تطوان، حيث فوجئ بشخص اعترض سبيله، في ساعة العاشرة مساء، وبعد مشادة بينه والمعتدي، أصيب بإصابة خطيرة على وجهه”. وأضاف رشيد أن عزاءه الوحيد كان هو إيقاف المعتدي، ومعاقبته، لكنه “فوجئ بالحكم، الذي قضت به المحكمة الابتدائية في تطوان، والرامي إلى حبسه 3 سنوات حبسا نافذا”. ولم يتقبل رشيد الحكم الصادر في حق المعتدي عليه، لاسيما أن هذا الأخير سخر منه، وقال له: “إنها مجرد 3 سنوات”، وستطرد: “لم أتمالك نفسي، ذرفت الدموع، وأحسست بالحكرة، وجهي مشوه الآن، وهو سيقضي سنوات معدودة وسيعود إلى حياته من جديد”. ومن جهتها، قالت إحدى الأمهات، التي تعرض ابنها القاصر إلى “تشرميل”، إنها غادرت مدينة سلا، حيث أصيب ابنها بتشوه على مستوى وجهه من طرف أحد الأشخاص. وأضافت المتحدثة نفسها “لم تمسك الشرطة بالمعتدي، إلى حدود الآن، على الرغم من توجيه شكايات مختلفة إلى مصالحها، إذ بعد هذا، قررت الفرار إلى القنيطرة، من أجل الاختباء منهم، خفت على ابني، وابنتي، أصيبت بوسواس، إلى حدود الآن نتلقى تهديدات من المعتدي، لم أعد أشعر بالأمن”.