بعد مرور يومين على الأمطار الرعدية التي ضربت المنطقة، نظم العشرات من ضحايا الفيضانات الأخيرة بالجماعة القروية «أولاد زرّاد»، بإقليم قلعة السراغنة، اعتصاما مفتوحا، ابتداءً من صباح أول أمس الاثنين، قطعوا خلاله الطريق الإقليمية الرابطة بين جماعتهم الترابية وجماعة «لمحرّة» بإقليم الرحامنة، وذلك عبر وضع أحجار وأخشاب في وسط الطريق المذكورة، وهو ما شلّ حركة السير واضطرّ مستعمليها إلى اللجوء لمسالك طرقية من أجل الوصول إلى وجهتهم. وجاء الاعتصام الذي نظمه سكان دوار «كْتاوة» بجماعة «أولاد زرّاد» احتجاجا ضد ما اعتبروه «إهمالا» تعرّضوا له من طرف السلطات، التي يقولون إنها تركتهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، موضحين بأنه، وبعد الزيارة الميدانية التي قام بها الكاتب العام لعمالة الإقليم، محمد الشيكَر، يوم الأحد المنصرم، للدواوير المتضررة من الفيضانات، لم تتدخل السلطات الإقليمية والمحلية والجماعية، بعد ذلك، لتقديم الدعم للسكان المتضررين من الأمطار الرعدية الأخيرة، والتي وإن كانت لم تخلف أي خسائر بشرية، فإنها تسببت في خسائر مادية جسيمة، إذ أكدت مصادر محلية بأن الإحصاءات الأولية لهذه الخسائر تشير إلى انهيار أكثر من 100 منزل وإسطبل بدواوير «كْتاوة»، «أولاد طلحة»، و»أولاد الكَرن»، ناهيك عن نفوق العشرات من رؤوس المواشي، خاصة الأبقار، بهذه الجماعة الترابية التي تعتبر أول منتج للحليب بالإقليم. ويؤكد السكان، الذين جرفت السيول منازلهم والإسطبلات الملحقة بها، بأنهم لم يتلقوا أي دعم مادي من أجل مساعدتهم على إعادة بنائها، باستثناء المساعدات الغذائية الرمزية المقدمة إليهم من لدن عمالة الإقليم، والمتمثلة في 10 كيلوغرامات من الدقيق، 5 لترات من الزيت، 4 كيلوغرامات من السكر، ونصف كيلو غرام من الشاي. وعلمت «أخبار اليوم» من المصادر المحلية عينها بأن السلطة المحلية فتحت حوارا مع ممثلي المتظاهرين، انتهى بإقناعهم بفك الاعتصام وإعادة فتح الطريق، في حدود زوال أول أمس، بعد أن التزم ممثلو الإدارة الترابية بتقديم مساعدات مادية ولوجيستيكية للسكان المتضررين، فور انتهاء لجنة رسمية من إحصاء الخسائر المادية، وهي العملية التي تقول السلطة المحلية إنها لا زالت متواصلة بالدواوير التي ضربتها العواصف الرعدية الأخيرة بإقليم قلعة السراغنة. أما بإقليم الرحامنة المجاور، فلم يكن الوضع أحسن حالا، فلازال السكان المتضررون من الأمطار الرعدية التي عرفتها المنطقة، ليلة السبت الأحد، بالجماعتين القرويتين «عكرمة» و»الطلوح»، بدائرة سيدي بوعثمان، ينتظرون ترجمة التعهدات الرسمية إلى إجراءات عملية تساعدهم على تجاوز الخسائر الجسيمة التي طالت منازلهم وأنشطتهم الفلاحية.