خسائر بشرية ومادية جسيمة تسببت فيها الأمطار العاصفية التي شهدتها بعض الأقاليم بضواحي مراكش، بداية الأسبوع الجاري، فقد لقي طفلان شقيقان مصرعهما، حوالي الساعة الخامسة من مساء أول أمس الثلاثاء، بسبب إصابتهما بصعقة برق، واستنادا إلى مصدر محلي، فقد باغتت عاصفة رعدية الطفلين، الذي يبلغ أحدهما 9 سنوات بينما الثاني لا يتجاوز عمره 7 سنوات، بمنطقة خلاء بعد عودتهما من مدرسة "لمرابطين أولاد بّا" بجماعة "أولاد حسّون حمْري" بإقليم الرحامنة، في اتجاه منزل عائلتهما بدوار "احنيضير" بالجماعة القروية نفسها، فيما نجت تلميذة، تقاربهما سنا، كانت ترافقهما، والتي لا تزال تعاني من حالة نفسية عصيبة من أثر معاينتها للحادث المأساوي. الصواعق الرعدية أصابت 3 أطفال آخرين بجروح وحروق بليغة بمرتفع جبلي بجماعة "آسني" بإقليم الحوز، عصر اليوم نفسه، ليتم نقلهم إلى قسم المستعجلات بمستشفى "ابن طفيل" بمراكش لتلقي العلاجات الضرورية، حيث أكدت مصادر مطلعة بأن حالة أحد الضحايا "خطيرة". في غضون ذلك، لازال سكان جماعات بالرحامنة والسراغنة يحصون خسائرهم، بعد العاصفة الرعدية التي شهدها الإقليمان المذكوران، مساء أول يوم الاثنين المنصرم، فلقد تسببت الأمطار المصحوبة بالثلوج والبرَد (التبروري) في إتلاف مئات الهكتارات من المحاصيل الزراعية، المسقية بتقنية التنقيط، لإنتاج البطيخ (الدلاح) والشمام (السويهلة)، خاصة بمنطقة "البحيرة" بالرحامنة، التي تضم جماعات: "لمحرّة" و"أولاد إملول" و"انزالت لعظم"، وأتلفت نهائيا حقول القمح الصلب والطري والشعير، بالإضافة إلى "الكمون"، الذي تشتهر به المنطقة والذي كان الفلاحون يستعدون لجني محصوله. ويطالب سكان الجماعات المذكورة بتدخل السلطات بتشكيل لجنة للوقوف على حجم الخسائر ومعاينتها لاتخاذ الإجراءات والتدابير الضرورية، و يقولون إن عامل الإقليم، عزيز بوينيان، الذي يحضر شخصيا لموسيقى الشارع وفن الحلقة وسهرات الفنانين "حجيب" و"الميلس"، ويصرف بسخاء من المال العام على مهرجانات التبوريدة والسينما، كان عليه من باب أولى أن يقوم بزيارات ميدانية للجماعات المنكوبة. أما بإقليم السراغنة فالوضع ليس أحسن حالا، فقد غمرت السيول إسطبلات بالجماعتين القرويتين "لهيادنة" و "أولاد زرّاد" بإقليم قلعة السراغنة، مخلفة نفوق حوالي 200 رأس من المواشي، خاصة بدواوير "السْكَارتة"، "لعبادلة" "أولاد عرّش"، "الشعبةّ" و"أولاد بوخليط" بجماعة "لهيادنة" وبدواري "كتاوة" و"أولاد زرّاد" بالجماعة الترابية "أولاد زرّاد". كما غمرت السيول، التي قدرت مصادر محلية علوها بحوالي متر، عددا من المسالك الطرقية، وأدت إلى انجراف التربة وتسرّب المياه إلى العديد من المنازل التقليدية المبنية بالطين، وهو ما تسبب في انهيار 6 منها، فيما بات حوالي 20 منزلا آيلا للانهيار. وأتلفت الأمطار الرعدية، بشكل نهائي، حوالي 300 هكتار من الأشجار المثمرة، خاصة أشجار الزيتون الذي يشتهر به الإقليم، ناهيك عن 150 هكتارا تقريبا من الحقول المزروعة بالقمح الصلب والطري والشعير والكمون. وعلمت "اليوم24" بأن عامل السراغنة بالنيابة، محمد الشيكَر، شكّل لجنة إقليمية مختلطة، مكونة من رئيس دائرة القلعة، قائد أولاد زرّاد، ممثلين عن قسم الشؤون الداخلية للعمالة، الحوض المائي لأم الربيع، المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الحوز تساوت، وزارة الإسكان والتعمير، مصلحة التجهيز والبرمجة، قسم التعمير بعمالة الإقليم، وجماعة لهيادنة، قامت بزيارة ميدانية، أول أمس الثلاثاء، من أجل إحصاء الخسائر واتخاذ إجراءات عاجلة لفائدة السكان المتضررين.