بعد الجدل الذي أثير في الأيام الأخيرة بخصوص حلقة يوم السبت من برنامجه الشهير «حضي راسك»، والتي تحدثت عن «الفساد في المجال الطبي»، تساءل الإعلامي محمد عمورة عن هوية الأشخاص الذين تدافع عنهم الهيئة الوطنية للأطباء في شكايتها الاستعجالية التي تقدمت بها في حقه إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا). وعبر عمورة، في تصريحه ل«أخبار اليوم»، عن أسفه الكبير لما قال إنه سوء فهم طال حلقة السبت من برنامجه «حضي راسك»، الذي يبث على أثير الإذاعة الوطنية منذ سنوات، متسائلا: «أنا فعلا لم أستطع استيعاب الفكرة. عمن تدافع هذه الهيئة بالضبط؟ هل عن فئة الأطباء الشرفاء والنزهاء؟ هي لا تحتاج إلى ذلك، فأنا دافعت عنهم طيلة الحلقة، أم عن المحتالين، وهذا موضوع آخر نرفضه تماما». ورفض عمورة اتهامه بالإساءة إلى ميدان الطب، مشيرا إلى أن «لا أحد يستطيع الإساءة إلى هذا الميدان، على اعتبار أنه قديم قدم التاريخ من الحضارة اليونانية والفرعونية، غير أن الهيئة تجاهلت الرسالة الطبية النبيلة التي وردت في مضامين الحلقة، وخرجت تدافع عن أشخاص لا يحترمون شرف المهنة»، وأضاف المتحدث: «هذا كله يدفعني إلى طرح سؤال هذه الشكاية المستعجلة التي وضعوها على باب الهاكا، عمن تحاول أن تدافع من الفئتين؛ هل عن الشرفاء أم المحتالين المسيئين إلى المهنة؟». وأوضح الإذاعي المغربي أن هذه الشكاية لن تثنيه أبدا عن القيام بما يمليه عليه ضميره المهني، مؤكدا أن دوره الإعلامي هو كشف الحقيقة، بما فيها الفساد والمفسدون في مختلف المهن والمؤسسات، قائلا: «دائما ما كنت أردد أن كل مهنة ينقسم ممارسوها إلى فئة النزهاء وفئات أخرى من النصابة والمحتالين، وبالتالي، فمهنة الطب لا يمكن أن تكون استثناء في المغرب، وأطباؤنا ليسوا في مرتبة القديسين»، مضيفا: «بل إنه لا أحد مقدس في المغرب، فالملك بجلالة قدره أزاح صفة القدسية عنه من خلال إلغاء الفصل 19 من الدستور، وبالتالي، لا أحد مقدس أو لا يجب أن نقربه». وتحدى عمورة الهيئة المذكورة أن تدلي بدليل ينفي أو يكذب ما أورده بخصوص الأطباء في حلقته المثيرة للجدل، قائلا: «أنا مستعد لمقارعة الهيئة والمواجهة، بل ومستعد لعقد ندوة صحافية علنية لنناقش هذا الباب. هذا واقع معاش في المغرب ولا أقبل المزايدة». وكانت الهيئة الوطنية للأطباء قد تقدمت بشكوى استعجالية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في حق الإعلامي محمد عمورة، بسبب ورود «مجموعة من الألفاظ والمصطلحات التي تعتبر أحكام قيمة وتهما مجانية حول مهنة الطب» في حلقة برنامج «حضي راسك» ليوم السبت الماضي. وذكر الأطباء، في الشكاية، أن هذه «التهم المجانية همت القطاعين العام والخاص»، حيث عرفت الحلقة «تكرار مغالطات تدخل في خانة القانون الجنائي، من قبيل النصب والاحتيال واستعمال السلطة المعرفية من أجل ترهيب وتخويف المرضى، وحثهم على التشكيك في كل الممارسة الطبية»، إضافة إلى «فساد المهنة». وطلبت الهيئة من الهاكا «اتخاذ القرار المناسب حماية للرسالة الإعلامية»، معتبرةً أن شكايتها ذات طلب استعجالي «نظراً إلى نية مقدم البرنامج تقديم حلقة أخرى حول القطاع، تهم طب التجميل بشكل خاص». وأعلنت الهيئة أنها بموازاة مع شكايتها ستتخذ القرارات المناسبة بهدف «حماية الطب والأطباء»، حسب الوارد في الشكاية.