وجه رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء شكاية استعجالية يوم الاثنين 26 غشت إلى رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ضد ما تضمنه برنامج «احضي راسك»، الذي تبثه الإذاعة الوطنية ويقدمه الصحافي محمد عمورة، معتبرا أن الحلقة التي بثت يوم السبت 24 غشت تخللتها «ألفاظ ومصطلحات وتهم مجانية» من مقدم الحلقة حول مهنة الطب في كل القطاعات، مشيرا إلى أنه «تم تكرار مغالطات تدخل في خانة القانون الجنائي، من قبيل «النصب والاحتيال»، و»استعمال السلطة المعرفية من أجل ترهيب وتخويف المرضى: وحث المرضى على «التشكيك في كل الممارسة الطبية» والحديث عن «فساد المهنة الطبية». ودعا رئيس المجلس الوطني الهيئة العليا إلى اتخاذ «القرار المناسب»، ضد البرنامج، مشيرا إلى أن هذه الشكاية استعجالية، نظرا إلى «نية مقدم البرنامج تقديم حلقة أخرى حول «تلطيخ سمعة الطب عامة وطب التجميل خاصة»، مؤكدا أن الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء ستتخذ القرارات المناسبة حماية للطب والأطباء. وبالعودة إلى بعض مضامين الحلقة المثيرة للجدل، يلاحظ أن البرنامج الشهير «احضي راسك» خصصها مقدم البرنامج لما وصفه احتيالا وتلاعبا في مهنة الطب، وهي ظاهرة، يشتكي منها بعض المواطنين. وتحدث عمورة عن مظاهر الخيانة الطبية، ومنها حين «يبيع الطبيب مريضه لشركات الأدوية والمختبرات التحاليل الطبية، والفحص الطبي»، قائلا إن بعض الأطباء يصفون أدوية معينة لشركات معينة، لأنها تعطيهم «هدايا وتمول لهم سفريات لمؤتمرات طبية وعلمية عبر العالم، ورحلات ترفيهية»، أي أن الطبيب يصف لكل مريض أتى لزيارته دواء تلك الشركة دون أدوية أخرى، «ولو أن لها الفعالية نفسها وبثمن أقل». وتحدث عن تفادي بعض الأطباء وصف الأدوية الجنيسة، التي تصنع من المكونات عينها وثمنها أرخص ولها الفعالية نفسها، وقال «يحرص الطبيب على وصف الدواء الباهظ الثمن الذي تصنعه الشركات العالمية التي تعطيه المال والرحلات». وتحدث عمورة عن استفادة الطبيب من نسبة مئوية على كل تحليلية لكل مريض أرسله للمختبر، وأن هؤلاء يتعاملون مع المريض كمجرد «بطاقة مصرفية، وحافظة نقود، ومال يتحرك». وأنه لا يهم هل سيشفى المريض، المهمة هو توزيعه والكل يأخذ منه نصيبه. ودعا عمورة مستمعيه إلى التسلح بالمعرفة لمواجهة الأطباء، قائلا: «يجب أن تكون لكم المعرفة حتى لا يضحك عليكم أحد»، فالطبيب له سلطة المعرفة، وهو «يوهمك أن حالتك خطيرة جدا، لأنه بلا ضمير فيغمض عينيك، ويخيفك، وحينها تصبح تصرفاتك مضطربة مع الخوف.. حينها يفعل بك ما يريد». ونصح المرضى بأن يتسلحوا بالمعرفة لمواجهة الطبيب، واللجوء إلى استعمال المعرفة المتاحة عبر الأنترنيت عن المرض، لأن «الطبيب إذا أحس بأن المريض له معرفة بالمرض، فإنه يحتاط». وبعد الشكاية ضد البرنامج كتب عمورة تدوينة عبر فيسبوك استغرب فيها شكاية هيئة الأطباء ضد هذه الممارسات، قائلا: «خلال الحلقة الماضية من برنامج «احضي راسك»، كررت لأربع مرات في فترات متفرقة من عمر الحلقة أنني لا أعمم، وأنني أوجه تحية خاصة للأطباء الشرفاء وقدمت صور التلاعب بصحة المواطنين من قبل عديمي الضمير، وفي ختام الحلقة طلبت من هيئة الأطباء العمل على تنقية القطاع من المسيئين لمهنة الطب النبيلة»، وتساءل بخصوص الشكاية، قائلا «عن أي فئة من الأطباء تدافع الهيئة؟».