صَنَّف معهد الموارد العالمية (WRS) المغرب ضمن البلدان المهددة بالتعرض لضغوط مائية مرتفعة، في تقرير له حول الإجهاد المائي. وصنف المعهد الدولي المغرب في المركز ال22 في الترتيب العالمي، كما حددت البلاد في الصف ال12 في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وعزا المعهد، الكائن مقره في العاصمة الأمريكيةواشنطن، ندرة المياه إلى تغير المناخ، وأيضا إلى التطور الاجتماعي والاقتصادي في المغرب، وأيضا بسبب نمو المجال الحضري في البلاد، والنمو السكاني فيها. وبين التقرير أن 12 من أصل 17 دولة تعاني جديا الإجهاد المائي، توجد في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتستخدم البلدان السبعة عشر أكثر من 80 في المائة من مواردها المائية المتاحة في متوسط كل عام، إلا أن المغرب لا يدخل ضمن هذه البلدان ال17، بل يوجد في المجموعة اللاحقة بها والتي تعرف ضغطا أقل، لكنه يبقى عاليا جدا. وتضمن القائمة التي ينتمي إليها المغرب دول كالجزائر، تونس، مصر، العراق وتركيا، ودول أوروبية كإسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان وبلجيكا. وأشار خبراء المعهد الدولي في تقريرهم إلى أن المنطقة التي ينتمي إليها المغرب حارة وجافة، وبالتالي، فإن إمدادات المياه منخفضة، كما أن الطلب المتزايد على المياه جعل دول المنطقة تتعرض لضغد شديد. وذكر معهد الموارد العالمية في تقريره أن هناك حلولا كثيرة لمواجهة نقص المياه، أهمها ثلاث طرق، وهي أولا الاستثمار في البنية التحتية الرمادية والخضراء عن طريق بناء الأنابيب ومحطات المعالجة، وكذلك الأراضي الرطبة وأماكن تجميع المياه الصحية. ثانيا، زيادة الكفاءة الزراعية من خلال تحسين تقنيات الري، باستخدام حقول الري الدقيقة بدلاً من حقول الفيضانات، واستخدام البذور التي تتطلب كميات أقل من المياه، بالإضافة إلى تقليل التبذير الغذائي والنفايات، التي تضيع ربع إجمالي المياه الفلاحية، حسب خبراء المعهد. كما اقتُرِح في التقرير القيام بالمعالجة المتقدمة وإعادة استخدام وتدوير المنتجات المستهلكة، لإنشاء مصادر مياه جديدة. وتبقى المعايير المعتمدة في التقرير مبنية على عدة معطيات تؤثر في حجم الاستهلاك المائي وفي تصنيف الدول في لائحة البلدان التي تعاني ضغطا مائيا، إذ إن دولة موريتانيا، مثلا، صُنفت ضمن دول أقل ضغطا من مجموعة الدول التي يوجد المغرب ضمنها، والسبب في ذلك هو اختلاف المعطيات الحضرية ومعدل النمو السكاني فيها، رغم وجود جار المغرب الجنوبي في منطقة أغلب دولها تعاني ضغطا مائيا كبيرا أو مهولا في استهلاك المياه، وبالتالي، فإن موريتانيا ذات الطابع الصحراوي والجاف صُنّفت في الصف ال61 عالميا ضمن مجموعة دول كفرنسا وألمانيا والدنمارك. وعلاقة بتصنيف المعهد الدولي، فإن التصنيف المغاربي وضع ليبيا صاحبة الصف السادس عالميا في صدارة دول المنطقة، متبوعة بالمغرب، ثم الجزائر ثالثة، والتي صنفت في المركز ال29، متبوعة مباشرة بتونس في الصف ال30 والرابع مغاربيا، فيما بقيت موريتانيا الأخيرة في المغرب الكبير بتصنيفها الدولي المشار إليه سابقا. وتوجد قطر في صدارة الدول الأكثر تعرضا لضغط الإجهاد المائي، متبوعة بكل من دولة الإحتلال الإسرائيلية، ثم لبنان ثالثة، وإيران والأردن.