بعد قرار مقاطعة الامتحانات الاستدراكية التي حددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تاريخها ابتداء من 4 شتنبر إلى غاية 30 شتنبر 2019، دون استدراك الدروس النظرية والتطبيقية التي فاتت الطلبة، من المرتقب أن يستأنف الطلبة الأطباء الورشات التكوينية التي قرروا تنظيمها لتدارك ما فاتهم من الدروس يوم 23 غشت. وفي هذا السياق، أكد أيوب أبو بيجي، منسق طلبة الطب، أنه سيتم إطلاق سلسلة ورشات لمواكبة الطلبة على صعيد جميع الكليات الموجودة في المملكة، موضحا أن “طلبة السنوات المتقدمة سيدرسون الطلبة الأقل منهم مستوى”. وبخصوص الأماكن التي ستحتضن الورشات، قال أبو بيجي في حديثه ل”أخبار اليوم”، إن الكليات مغلقة لذلك سيلجؤون إلى الأماكن العمومية، مثل المقاهي والمكتبات للدراسة. وبالرغم من عمل الطلبة على استدراك دروسهم، غير أن منسق طلبة الطب أكد على استمرارهم في مقاطعة الدروس والامتحانات، مؤكدا انضمام الفوج الجديد إلى صفوفهم، حيث قال إن الطلبة الجدد حضروا معهم آخر الجموع العامة وشاركوا في اتخاذ قرار الاستمرار في المقاطعة، مشيرا إلى أنهم سيشاركون رفقتهم في المسيرة الوطنية لفاتح شتنبر، والتي سيشارك فيها الطلبة الأطباء وأهاليهم. هذا، وفي الوقت الذي أكد فيه طلبة الطب مقاطعة الامتحانات، فإنهم عبروا عن استعدادهم لاستكمال الحوار مع اللجنة الوزارية، حيث أفاد أبو بيجي أن “الحوار مع اللجنة الوزارية مستمر لأنها مكلفة بالإصلاح الشمولي للقطاع”، وتابع قائلا: “سنحضر للاجتماعات وسنقدم رأينا”، غير أنه استدرك قائلا: “اللجنة لن تحل الأزمة، بل على الحكومة الاستجابة للملف المطلبي، من أجل إنقاذ السنة الجامعية”. وعبر منسق طلبة الطب عن أمله في إنقاذ السنة الجامعية، معتبرا أن المواطن هو المتضرر الأول من سنة بيضاء، لأنه سيكون هناك نقص حاد في الأطر الطبية. وبخصوص الطلب الذي وضعوه للقاء رئيس الحكومة لإطلاعه على حيثيات ملفهم، قال المتحدث ذاته إنه لم يتم التواصل معه بعد من طرف رئاسة الحكومة، مشددا على أنهم سيطرقون جميع الأبواب من أجل إيجاد حل للأزمة. إلى ذلك أعلنت وزارة التعليم العالي أن الامتحانات ستُجرى وفق البرمجة الزمنية التي تم الإعلان عنها من طرف كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان عبر مواقعها الإلكترونية وداخل مقراتها، كما طالبت الوزارة طلبة الكليات بالالتحاق بمؤسساتهم لإجراء امتحانات الدورة الاستدراكية وفق البرمجة المحددة لذلك، موضحة أن الكليات اتخذت جميع الترتيبات اللازمة من أجل تمكينهم من اجتياز هذه الامتحانات في أحسن الظروف. في المقابل، سبق للتنسيقية أن كشفت أن اللجنة بين الوزارية التي تضم أزيد من ستة قطاعات حكومية، والتي كلفها رئيس الحكومة بإصلاح التحصيل الأكاديمي في كليات الطب، أعلنت عن توقف الاجتماعات إلى غاية شهر شتنبر المقبل بحجة العطلة الحكومية، مستنكرة توقف اللجنة الوزارية التي اضطلعت بمهمة إيجاد حل لأزمتهم وخروجها في عطلة، في الوقت الذي يعاني ما يقارب من عشرين ألف طالب من كلفة توقف التمرس في كليات الطب وتعثر التواصل لحل مع الحكومة. وكانت اللجنة، التي كونها رئيس الحكومة، قد اقترحت على طلبة الطب الرفع من عدد المناصب الخاصة بمباراة الإقامة ب 150 مقعدا كل سنة لمدة خمس سنوات، حتى تستوعب طلبة الكليات العمومية والخاصة، كما اقترحت رفع التعويضات إلى 2000 درهم، وذلك بزيادة 500 درهم عن التعويضات الحالية، وهو المقترح الذي صوتت عليه الجموع العامة بالإيجاب.