في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لمختلف انواع التضييق والاضطهاد من طرف الصهاينة، وآخرها محاولة منع المصلين من أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى، أدلى الفقيه المقاصدي، أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بفتوى جديدة أجاز فيها للمسلمين زيارة فلسطينوالقدس “لدعم صمود أهلها”. وقال الريسوني في لقاء صحافي نظمه “المؤتمر العام لنصرة القدس” في الرباط، مساء السبت 10 غشت الجاري، إن المسجد الأقصى هو أحد ثلاث مساجد تشد إليها الرحال والصلاة فيها تحتسب بأضعاف مضاعفة، وقال إنه فكر كثيرا في موضوع زيارة القدس والأقصى وحكمها وشرعيتها. وانطلق الريسوني من أن الأصل هو أن زيارة المسجد الأقصى “لها فضل كبير ومطلوبة شرعا”، أما الأصل الثاني الأوجب فهو “دعم المسلمين في فلسطينوالقدس”. وقال إن مثل هذه الزيارات “جائزة ومطلوبة إذا كانت بنية دعم المقدسيين المرابطين وعمارتها بأفواج المسلمين”. وانطلق الريسوني من قول الرسول صلى الله وعليه وسلم “استفت قلبك”، قائلا “على كل زائر أن يستفتي قلبه هل تلك الزيارة تحقق دعم القدس والمقدسيين أم أنها تخدم الاحتلال”، مضيفا “اذا كانت تخدم المقدسيين فإنها واجبة أما اذا كانت تخدم الاحتلال فإنها تطبيع غير جائز”. واعتبر الريسوني أن المقياس لمعرفة مدى تحقيق الزيارة لهدفها هو “مدى فرح المقدسيين أنفسهم بدعمهم خلال الزيارة”، مشددا على أنه “لا يجوز زيارة فلسطين في إطار برنامج صهيوني”، داعيا الزائرين المسلمين إلى الدعم المادي والمعنوي لإخوانهم الفلسطينيين وأن “يرابطوا ولو لساعات في المسجد الأقصى إلى جانب الفلسطينيين لدعمهم”، مشيرا إلى أن كل شخص زار القدس وأهلها ستكون له تجربة ليرويها للآخرين. وكشف الريسوني أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بصدد تحرير فتوى جامعة حول زيارة فلسطين، قائلا إن موضوع الزيارة يتعلق بضوابطها وشروطها، وأن “من زار القدس تضامنا ودعما للمسجد الأقصى وعمارته ودعم المقدسيين.. فهجرته إلى ما هاجر إليه، ومن استدعته الخارجية الإسرائيلية أو مخابراتها.. فهجرته لما هاجر إليه، حتى ولو زار القدس”. من جهة أخرى، تحدث الريسوني عن أهمية مشاركة الفلسطينيين في الخط الأخضر الحاملين للجنسية الإسرائيلية في انتخابات البرلمان “الكنيسيت”، وقال إن “هذه المسألة لا تخضع لمنطق الحلال والحرام، إنما هي “مسألة سياسية”، وانطلق الريسوني في موقفه من مبدئين الاول أن “أهل مكة أدرى بشعابها”، أي أن الفلسطينيين هم الأدرى بالمصلحة من وراء مشاركتهم، والثاني، أن “مبدأ المشاركة والحضور والتأثير هو الأصل إلا إذا تبين أنه لا يحقق شيئا”، وقال “شخصيا أحب أن أرى الفلسطينيين يؤثرون في الأحداث” مضيفا أن “بعض الشر أهون من البعض الآخر”. وأشار الريسوني إلى أَن الفلسطينيين بما فيهم الحركة الإسلاميين يشاركون في الانتخابات، معتبرا ذلك شأنا سياسيا ولا يخضع لمنطق التحريم. من جهة أخرى، أشار سعيد خالد الحسن، الأمين العام للمؤتمر العام لنصرة القدس، إن هذا اللقاء الصحافي يأتي إثر تطورات الوضع في القدس بمناسبة عيد الأضحى، وأن الهدف هو بعث رسالة من المغرب للقدس والمرابطين فيها، وبحث “كيف يمكن أن نقف مع أهلنا في الداخل بشد الرحال للقدس”، وكيف يحقق ذلك غاياته دون السقوط في التطبيع مع الاحتلال أو الاعتراف بحقوق الاحتلال في فلسطين. وأكد الحسن أن استضافة الريسوني لم يكن بصفته رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فقط انما كشخصية علمية تحضى بالتقدير في فلسطين.