أعلنت إدارة العملاق الأمريكي في مجال الشبكات الاجتماعية، فايسبوك، عن حذف المئات من الحسابات والصفحات والمجموعات الفايسبوكية خلال الأسبوع الماضي، للاشتباه في مصدرها غير الموثوق، واستهدافها دولا عربية من بينها المغرب. مسؤول الأمن السيبيري في “فايسبوك” نتانييل كليشر، قال إن مصالحه ضبطت عمليتين مشبوهتين مختلفتين، واحدة تصدر من كل من مصر والإمارات العربية المتحدة، والثانية تصدر انطلاقا من المملكة العربية السعودية. الحملتان المفككتان تمكنتا من تعبئة أكثر من 15 مليون متابع، أغلبهم (13 مليونا و700 ألف) كانوا يتابعون الصفحات والحسابات التي أنشأتها الحملة المنطلقة من كل من مصر والإمارات. وفيما أنفقت هذه الأخيرة قرابة 167 ألف دولار لشراء خدمات الترويج التي يقدمها فايسبوك، صرفت الحملة المنطقة من السعودية حوالي 108 ألف دولار لترويج مضامينها في كل من فايسبوك و”أنستغرام”. ويتعلّق الأمر بحملتين إلكترونيتين منسقتين، قامتا بإحداث شبكة من الحسابات والصفحات والمجموعات الفايسبوكية، بهدف تضليل المستعملين بخصوص هوية الواقفين وراء مضامينهما وأهدافهم. وحرص المسؤول بإدارة فايسبوك على الإعلان أن الأخيرة قامت بإبلاغ السلطات المختصة في الدول المعنية، بالحسابات التي تم حذفها من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأوضحت “فايسبوك” أنها لا تعترض على مثل هذه السلوكات انطلاقا من المضامين التي تنشر، بل من خلال مراقبتها لأنشطة الواقفين وراءها، حيث رصدت في هذه الحالة اتصالات بين الواقفين وراء الصفحات المشبوهة، وتنسيقا من أجل إقناع المتلقي بهوية ليست هي حقيقتهم. في التفاصيل، قالت إدارة فايسبوك إنها قامت بحذف 259 حسابا و102 صفحة وخمس مجموعات وأربعة أحداث (events)، وكلها على منصة فايسبوك، إلى جانب 17 حسابا في منصة “إنستغرام”، وكلها ثبت في حقها ممارسة سلوك غير سليم وبشكل منسق انطلاقا من الإمارات العربية المتحدة ومصر، مع التركيز على دول محددة هي كل من ليبيا والسودان وجزر القمر وقطر وتركيا والأردن وسوريا والمغرب ولبنان. الواقفون وراء هذه الحسابات كانوا يستعملون هويات مزيفة، لتشغيل وإدارة الصفحات والتعليق داخل المجموعات والرفع من رواج بعض المضامين بشكل مصطنع. وتظاهر مسيرو هذه الحسابات والصفحات بكونهم يمثلون مؤسسات إعلامية ووكالات أنباء تنتمي إلى البلدان المستهدفة، مروجين في المقابل مضامين تتعلق بالإمارات العربية المتحدة وصورتها لدى الشعوب المستهدفة. أما الأخبار المتعلقة بالدول التي وجهت إليها هذه الحملة فتركزت أساسا حول الشؤون السياسية المحلية والانتخابات والترويج لفكرة دعم كل من قطر وتركيا للجماعات الإرهابية، ووقوف إيران وراء ما يحدث في اليمن وتقديم التحالف العربي في هذه الأخيرة على أنه ناجح في مهمته. ورغم محاولة الواقفين وراء الحملة إخفاء هويتهم، إلا أن إدارة فايسبوك قالت إنها تمكنت من الوصول إلى شركتي تسويق في كل من مصر والإمارات، كانتا تسيران هذه الحملة. الحملة الثانية التي قالت إدارة “فايسبوك”، إنها كانت تنطلق من داخل المملكة العربية السعودية، ضمت 217 حسابا فايسبوكيا إلى جانب 144 صفحة وخمس مجموعات و31 حسابا على “أنستغرام”. بدورها ركزت هذه الحملة على جمهور داخل دول عربية بالأساس، وهي قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن. المشرفون على هذه الحملة يقدمون أنفسهم كما لو أنهم مواطنون من الدول المستهدفة، حيث قاموا بإحداث حسابات بشخصيات وهمية وأداروا صفحاتهم أيضا كما لو كانت صادرة عن مؤسسات إعلامية ووكالات أنباء. وحرصت هذه الحملة أساسا على الترويج لأفكار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإصلاحاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ورؤية “2030”، وتقديم ما يفعله الجيش السعودي في اليمن على أنه انتصارات. فيما حاولت الحملة التشكيك في تحركات كل من قطر وتركيا وضرب مصداقية شبكة الجزيرة ومنظمة العفو الدولية. “ورغم أن الأشخاص الواقفين خلف هذا النشاط حاولوا إخفاء هوياتهم، إلا أن مراجعتنا مكنت من رصد روابط تصلهم بأفراد على علاقة بالحكومة السعودية”، تقول إدارة فايسبوك. وقدّمت هذه الأخيرة أمثلة من المضامين التي كانت الحملتان تروجانهما، من قبيل صفحة تحمل اسم “أنا ابن ليبيا انتم نو”، وتنشر رسما للجنرال حفتر وهو يمسك بذيول مجموعة من الفئران ونص مرافق يقول: “الجيش الوطني الليبي يسيطر على 99 % من ليبيا، والآن حان وقت الصفر للتطهير النهائي وإبادة كل إرهاب من طرابلس”. مثال آخر لصفحة تحمل اسم “السودان اليوم”، وتنشر رسما يظهر متظاهرين سودانيين وهم يطاردون أشخاصا كتبت فوق قمصانهم كلمات “إيران” و”الإخوان”.