في الوقت الذي يمثل فيه الجهاديون المغاربة أو من أصول مغربية غالبية أكثر من 200 جهادي التحقوا من إسبانيا بمختلف الجماعات الجهادية، لاسيما داعش، في مختلف بؤر التوتر؛ كشفت معطيات جديدة أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تستعد خلال الشهر الجاري لتسليم بعض هؤلاء الجهاديين المغاربة إلى السلطات العراقية لمحاكمتهم، حيث سيكون مصيرهم الإعدام شنقا أو السجن المؤبد. المعطيات ذاته توضح أن الأطفال المغاربة، سواء الذين رؤوا النور في سوريا أو خرجوا مع آبائهم من المغرب أو بعض الدول الأوروبية إلى هناك؛ يعانون من جحيم حرارة الصيف، إذ منهم من أصيب بحروق من الدرجة الثانية بسبب أشعة الشمس الحارقة التي تصل أحيانا إلى 50 درجة. مصدر مقرب من القوات الأمنية العراقية، كشف لمراسل صحيفة “الكونفيدينثيال” الإسبانية، في مخيمات ومراكز احتجاز الجهاديين والجهاديات المغاربة والإسبان في شمال سوريا، أن 57 جهاديا حاملا للجنسية الإسبانية أو كان مقيما بإسبانيا، يمكن أن “ينقلوا بشكل فوري إلى بغداد، حيث سيحاكمون بموجب القانون العراقي، والذي يصدر في هذه النازلة أحكاما بالإعدام شنقا أو السجن المؤبد”. يولندا مارتنيز، الجهادية الإسبانية المحتجزة في مخيم “روج” شمال سوريا رفقة أربعة أطفال مغاربة وزوجة المغربي عمر الحرشي، أحد أشهر الدواعش المغاربة المعتقلين في مركز سري لدى قوات سوريا الديمقراطية؛ أسرّت للمراسل الإسباني قائلة: “لا نعرف أي شيء عن مصير أزواجنا، لا يخبروننا بأي شيء”، وتابعت أنها لا تعرف أي شيء منذ شهور عن زوجها عمر الحرشي قائلة: “لا أعرف أين يتواجد، دوما أسألهم عنه ولا يجيبونني”، وتأسفت: “أنا خائفة من أن يكونوا قد نقلوه إلى العراق”. وهو “الخوف الذي قد يتحول إلى حقيقة في الأسابيع المقبلة”، وفق المصدر ذاته. ويرجح أن يكون الجهاديون المغاربة والإسبان والأوروبيون، جزءا من اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة العراقية، بواسطة وموافقة أمريكا، يقضي بنقل 450 سجينا داعشيا من 13 جنسية لمحاكمتهم في العراق. وأضاف المصدر ذاته أن الفوج الأول الذي سيرحل هذا الشهر سيصل إلى 196 جهاديا، ويحملون جوازات سفر إسبانية وفرنسية وسويدية ونمساوية وهولندية ودنماركية والألمانية وبريطانية. وبين المصدر ذاته أن جزءا من الجهاديين المغاربة الإسبان شاركوا في جبهات القتال في الأراضي العراقية، ربما لهذا قد يرحلون إلى العراق، أغلبهم من المنتمين إلى خلية سبتة، التي شاركت في اقتحام سجن أبو غريب في بغداد في يوليوز 2013 وتحرير أكثر من 500 سجين. من بينه هؤلاء المغربي الإسباني يونس أحمد أحمد ومجموعته، لكن أغلبهم قتلوا. فيما يرجح أن يكون الجهادي زهير أحمد أحمد هو الباقي الوحيد على قيد الحياة من بين تلك المجموعة، حيث “يمكن أن يكون أحد المعتقلين في سوريا أو جزءا من الفوج المقبل الذي سيرحل إلى بغداد”. واستطرد قائلا: “الرجال هم من سيجلسون أولا في قفص الاتهام (…)، ويمكن كذلك أن تسلم النساء تدريجا في الشهور المقبلة للعراق”، علما أن مخيمي الهول وروج يحتضنان العشرات من المغربيات وأطفالهن. يولندا فيرنانديز، زوجة عمر الحرشي وأم أربعة أطفال مغاربة، أوضحت قائلة: “لم يسبق أن وطأت قدماي العراق”، إذ حاول تبرئة نفسها وزوجها، وإبعاد شبح نقلها إلى العراق عنها قائلة: “كنا نعيش دوما حياة عادية”، وعن دور زوجها في داعش تقول: “كان يشتغل يوميا في المحكمة، مثلا كان يصلح الكهرباء أو الصنابير، كان متعدد الحرف”. وتحذر، كذلك، من الأوضاع المزرية التي يعانيها أطفالها المغاربة الأربعة في مخيم روج بسبب ارتفاع درجة الحرارة قائلة: “وصلت درجة الحرارة إلى 50 درجة.. طفلاي البالغان من العمر 6 سنوات و5 شهور، يعانيان من حروق من الدرجة الثانية”. وتصف الأيام التي قضتها رفقة زوجها المغربي وأطفالهما الأربعة في منطقة الباغوز، التي كان يسيطر عليها داعش قبل اندحاره قائلة: “كنا نعيش تحت الأرض، في أغلب الأوقات كنا تحت الأرض في حفر، حيث نعيش كالجرذان. (…)لم يكون هنالك طعام، كنا نأكل العشب مثل البقر (…)، ولم تكن لدينا حفاضات الأطفال، مما دفعنا إلى جلب الأكياس البلاستيكية من حاوية النفايات ووضعها لهم”.