أوجعت فاجعة الطفلة “هبة” قلوب المغاربة، لاسيما بعدما نشر شريط فيديو، يوثق لحظة محاصرتها بألسنة النيران التي التهمت جسدها الصغير؛ ليجد المصورون أنفسهم محط اتهامات من طرف بعض النشطاء، بفقدان إنسانيتهم، وذلك عند اكتفائهم بتوثيق الحادثة المؤلمة، من دون أي يتحركوا لإنقاذ الطفلة. هل فعلا المغاربة فقدوا إنسانيتهم؟ وماهي الأسباب النفسية التي تدفع إلى توثيق جرائم مفجعة أثارت الرأي العام المغربي، ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي؟ لا يعتقد جواد مبروكي، المحلل النفسي، أن تصوير الحوادث الخطيرة لها علاقة بإنسانية المغاربة، وخصوصا بالنسبة للحادثة المؤلمة التي راحت ضحيتها الطفلة هبة، موضحا بأن” تصوير هذه الحوادث ونشرها على المواقع الاجتماعية له أسباب كثيرة”. وأورد جواد مبروكي، المحلل النفسي، في حديثه مع “اليوم 24″، أن “كل مغربي أصبح في الواقع صحافي”، مبرزا “في الواقع الإعلام هو الذي علمنا نشر الكوارث والحوادث والجرائم، ومنذ زمن كان الإعلام هو الوحيد الذي يمتلك أدوات التصوير والنشر، ولكن الآن أصبح كل مغربي صحافيا ومصورا ومخرجا ومنتجا، خاصة مع انتشار المواقع التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية”. إضافة إلى ذلك، إحساس المغربي بالحكرة والقهر، يدفعه إلى توثيق الحوادث، حيث يؤكد جواد مبروكي، المحلل النفسي، أن “المغربي يعيش الحكرة، ويبحث عن كل الفرص التي يفضح فيها فشل السلطة والحكومة”، مشيرا إلى أن “حادثة علال البحراوي كانت فرصة لفضح فشل تدخل رجال الوقاية المدنية، بحسب ما قاله شهود عيان في مكان الواقعة”. وثمة عامل آخر، يدفع المغاربة إلى توثيق الحوادث المؤلمة، هو حرمانهم من حرية التعبير، وخصوصا على منابر الإعلام؛ إذ أصبح المغربي، بحسب المحلل النفسي، “يشعر بالحرية للتعبير عن آلامه ومعاناته عبر المواقع الاجتماعية، ونظرا لكثرة هذه الآلام بات المغربي لا يخاف من نشر الواقع المعاش في المجتمع”.