دعت منظمة العفو الدولية المغرب إلى التحقيق بشكل حيادي وفعال فيما اعتبرته “استخدام القوة المفرطة من جانب قوات الأمن” ضد المحتجين بمدينة العيون، قبل أسبوعين، حينما فاز المنتخب الجزائري لكرة القدم بكأس إفريقيا. وقالت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني، يوم الخميس، إنها تحققت من لقطات فيديو، وجمعت إفادات شهود تشير إلى أن قوات الأمن – التي كانت متواجدة بشكل كبير في الشوارع، وفي المقاهي، خلال مباراة كرة القدم – قد استخدمت القوة المفرطة، وقذفت الحجارة لتفريق حشود المحتجين، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات. مشيرة إلى مقتل “صباح نجورني”، البالغة من العمر 24 عامًا، بعد دهسها بسيارتين تابعتين للقوات المساعدة. واعتبرت المنظمة أن “هناك أدلة واضحة تشير إلى أن الرد الأولي لقوات الأمن المغربية على الاحتجاجات، التي بدأت بسلمية، كان مفرطًا، وتسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة كان يمكن، بل كان ينبغي تجنبها”. وقالت ماجدالينا مغربي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: “يجب على السلطات التحقيق بشكل حيادي وفعال في الاعتداءات على المحتجين، وإحالة أي شخص يشتبه في أنه مسؤول إلى محاكمة عادلة”. وكانت جبهة “البوليساريو” الانفصالية قد استغلت الأحاث المذكورة التي وقعت مساء 19 يوليوز، تزامنا مع الاحتفالات بفوز المنتخب الجزائري في المباراة النهائية لكأس أمم افريقيا، وهي الأحداث، التي أودت بحياة شابة، في حادث سير. وعلى الرغم من أن مصادر محلية أكدت أن الشابة، صباح انجورني، التي تبلغ من العمر 24 سنة، وتوفيت في الحادث، لا تربطها، وعائلتها أي علاقة بالأطروحة الانفصالية، إلا أن الجبهة الانفصالية اجتمعت برئاسة ابراهيم غالي، مستغلة الحادث لإعادة إحياء مطلبها، القاضي بتوسيع صلاحيات بعثة “المينورسو” في الصحراء المغربية لتشمل مهمة مراقبة حقوق الإنسان. وكانت مصادر "اليوم 24" قد أكدت في وقت سابق للموقع أن أعدادا من العناصر الانفصالية استغلت الاحتفالات، التي انطلقت، على إثر فوز المنتخب الجزائري لكرة القدم بكأس إفريقيا للأمم في مقابلته مع السينغال، حيث اندسوا بين الجموع لإحداث الفوضى، واستهداف رجال الأمن، والمؤسسات العمومية. وبدوره، تعرض مقر قناة العيون في شارع الزرقطوني لوابل من الحجارة من طرف الانفصاليين، والتي كانت قد بثت روبورتاجات في نشرة الأخبار، وعبر برنامج الفضاء الرياضي تواكب المتابعة الواسعة، التي تلاقيها فعاليات نهائيات كأس إفريقيا، وتشجيع الجماهير المغربية للمنتخب الوطني، وكذا منتخب الجزائر الشقيقة. وأفاد بلاغ للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في العيون بأن النيابة العامة أمرت بفتح بحث لاستجلاء ظروف حادثة السير، التي وقعت في العيون، حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، في محج محمد السادس، وأودت بحياة شابة، مزدادة بتاريخ 28 فبراير 1995، كانت تعبر راجلة عرض قارعة المحج المذكور، قدوما من جهة جدار مدرسة المرابطين في اتجاه حي مولاي رشيد.