بينما كان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، يناقش وثيقة “طريق الانبعاث” في الرباط بعد ظهر اليوم بالرباط، كان خصومه في “تيار المستقبل” قد حشدوا حوالي ثلاثة آلاف شخص من مناصريهم في أزيلال، لإعلان أن الطريق التي يسير فيها بنشماش “لا تعنيهم في شيء”. بنشماش عقد ندوة سياسية اليوم في العاصمة، شارك فيها بضع عشرات من أعضاء الحزب، قدم فيها الخطوط العريضة للمسار الذي يعتقد بأن من شأنه أن “يصحح اختلالات الحزب في المرحلة المقبلة”. وثيقة طريق الانبعاث تسعى كي تكون “خارطة للمؤتمر المقبل للحزب”، لكن خصومه يَرَوْن أنفسهم غير معنيين بمضامينها البتة، ويستعدون لعقد المؤتمر وفق الإعلان الزمني الذي فرضوه، أي في نهاية شهر شتنبر، بغض النظر عن موقف الأمين العام من ذلك. ويستمر تيار المستقبل في حشد أنصاره قبيل مؤتمر الحزب في شتنبر المقبل، في استعراض قوة لإظهار حجم كل طرف في الصراع الجاري داخل “البام”. وحاول بنشماش مرارا منع خصومه من تنظيم هذه اللقاءات التواصلية، وبعث بمراسلات إلى السلطات تحثها على إيقاف أشغالها، لكن دون جدوى. ويستغرب بنشماش من تساهل السلطات مع خصومه كما أعلن ذلك في بيان للمكتب السياسي عقب اجتماعه الأخير الذي لم يحضره سوى أقلية من أعضائه. وقال عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي للحزب، والقيادي البارز في تيار “المستقبل”، إن مناقشة الأمين العام لوثيقته ليست سوى إضاعة منه لوقته، مشددا في تصريح لموقع “اليوم 24″، على أن بنشماش “يتصرف خارج الواقع.. ذلك الواقع الذي توضحه حشود المناصرين لفكرة وموقف تيار المستقبل، لا أولئك الأعداد الصغيرة الذين يشاركون الأمين العام ندواته المغلقة في الرباط”. وتبقت بين الطرفين المتخاصمين داخل حزب الأصالة والمعاصرة محطة أخيرة لحسم الصراع، وهي حكم المحكمة الابتدائية بالرباط في الدعوى التي تقدم بها بنشماش سعيا وراء منع عقد المؤتمر الرابع في التاريخ الذي أعلنه تيار المستقبل. وستبدأ المحكمة بالنظر في هذه الدعوى يوم الأربعاء المقبل، وسط توقعات من خصوم بنشماش بأن يخسرها هي أيضا كما حدث عندما حاول منع عقد اجتماع للجنة التحضيرية في أكادير.