يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة سائر نحو المؤتمر الوطني الرابع برأسين؛ أحدها يقوده الأمين العام عبد الحكيم بنشماش، وآخر يقوده ما بات يعرف ب"تيار المستقبل"، إذ يرد كل طرف على الآخر بحشد الأنصار وتوجيه الانتقادات. ففي وقت كان تيار المستقبل يعقد لقاء تواصليا بجهة بني ملالخنيفرة، ويحشد الأنصار بقلعة إبراهيم مجاهد، اختار الأمين العام ل"البام" عقد لقاء بالعاصمة الرباط حول "طريق الانبعاث" نحو المؤتمر، بحضور مسانديه في "معركة كسر العظام" بين الرفاق. واختار بنشماش، في اللقاء الذي عقد مساء السبت، بالرباط، الهجوم على أحمد اخشيشن، رئيس جهة مراكشآسفي، الذي كان يشغل مهمة أمين عام بالنيابة قبل تجريده منها، إذ أشهر في وجهه ملف البرنامج الاستعجالي قصد الضغط عليه، خصوصا أنه يقود التيار المعارض للأمين العام. بنشماش، الذي كدّس المناضلين في قاعة صغيرة وسط حي الرياض، قال وهو يهاجم أخشيشن دون ذكره بالاسم: "معركة التخليق سنستمر فيها، والأمين العام سيذهب غدا، لكن لا يجب أن نفرط في الحزب لصالح متورط في ملف يهم جميع البيوت"، في إشارة إلى البرنامج الاستعجالي. وحاول الأمين العام الظهور أمام أعضاء الحزب بمظهر غير متأثر بتحركات خصومه، إذ اختار الهجوم كوسيلة للدفاع بتأكيده أن أعضاء "تيار المستقبل" يريدون السطو على "البام" وتدميره، قائلا: "اليوم يتم تدمير التراكم من خلال هذا السلوك..هناك أحزاب وقعت بها المشاكل، لكن لم نر هذا السلوك المنحط وأساليب السطو على الحزب". وأردف بنشماش، الذي كان مرفوقا بالأمين العام السابق حسن بنعدي، عن "نداء المسؤولية"، بأنه سيعمل على إصلاح عيوب الحزب للذهاب إلى الانتخابات بشكل أقوى، غير أنه شدد على "الاستمرار في التصدي لمحاولة السطو على الحزب"، داعيا خصومه إلى الاحتكام إلى القوانين والقيادة في المنازعات واحترام المؤسسات؛ وأوضح تحت تصفيق المحسوبين عليه بالقاعة وهم يهتفون باسمه: "معركة الإصلاح تحتاج نفسا طويلا، وسنسير إليها مهما كانت الظروف، وسنذهب إلى المؤتمر الذي يجب أن تكون فيه إضافة وليس باستعمال أسلوب الهرولة وتعمار الكيران. سنقوم بإنقاذ الحزب ممن يريد القيام بعملية السطو". وحاول بنشماش تشخيص وضعية الحزب، التي ابتدأها بكونه يعيش الانتظارية، وغياب المبادرات، إلى جانب "العجز عن إفراز طاقات وقيادات، إذ تم طرد الكثير من الشباب بسبب ممارسات بعض السياسيين التي حالت دون إفراز زعامات جديدة في العشرية الجديدة التي يعيشها". ودعا الأمين العام ل"حزب الجرار"، خلال هذا اللقاء، إلى ضرورة "التصدي لمقولة الفوق"، وفق تعبيره، وزاد: "نحن حزب عادي..نتنافس في إطار احترام الدستور، ولذا يجب القطع مع حالة الانتظارية".