بعد سنة من تصويت قادة دول الاتحاد الإفريقي على إحداث لجنة “ترويكا” إفريقية، كمتدخل جديد في قضية الصحراء المغربية، تتجه جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى إطلاق حملة زيارات للقيادات الإفريقية المكونة للجنة، من أجل محاولة حشد دعمها. وفي ذات السياق، أعلنت الجبهة الانفصالية أن القيادي فيها، محمد سالم السالك، اتجه نحو العاصمة الروندية كيغالي، حيث التقى الرئيس بول كاغامي، ووزير خارجيته، ريشارد سيزيبيرا، مسلما إياهم رسالة من زعيم الانفصاليين، ابراهيم غالي. وأضافت الجبهة الانفصالية أن السالك توجه نحو كيغالي للقاء كاغامي، بصفته عضوا في “الترويكا” الإفريقية، التي أخرجتها قمة نواكشوكط، صيف العام الماضي. يذكر أن إسماعيل الشرقي، رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي، كان قد أعلن عن اجتماعي “الترويكا” خلال القمة الإفريقية الأخيرة في العاصمة النيجيرية نيامي، إلا أنه أجل، إلى يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، قبل أن يغادر الزعماء الأفارقة نيامي دون انعقاد “الترويكا”. وتضم اللجنة كلا من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بصفته رئيسا حاليا للاتحاد الإفريقي، والرئيس الروندي، بول كاغامي، بصفته رئيسا سابقا للاتحاد، والرئيس الجنوب إفريقي "سيريل رامافوزا"، بصفته الرئيس المقبل للاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى موسى فقي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وكان خصوم المغرب يراهنون على أن تخرج القمة الإفريقية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في شهر يوليوز من العام الماضي، بالتصويت على إطلاق مسلسل تسوية إفريقي، مواز للمسلسل الأممي في الصحراء، الذي يقوده الأمين العام للأمم المتحدة عن طريق مبعوثه الشخصي للمنطقة، بينما صوت الزعماء الأفارقة، تبعا لتقرير قدمه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، على إحداث آلية إفريقية للتواصل بين بعثة "المينورسو" في الصحراء، والاتحاد الإفريقي. القرار، الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي في قمة نواكشوط العام الماضي، عرف نقاشا طاحنا بين الوفد المغربي، الذي ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الوطني، ناصر بوريطة، وخصوم المغرب حول من سيرأس الآلية الإفريقية الجديدة، ليتم في الأخير تبني الطرح، الذي قدمه المغرب، بأن تكون آلية بنظام "الترويكا"، يسيرها ثلاثة رؤساء للاتحاد الإفريقي، الرئيس السابق، والحالي، والمقبل، إضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي. المغرب رافع عن هذا النظام الثلاثي لرئاسة الآلية الإفريقية الجديدة، معتبرا أنه قد يضمن للمغرب عدم تمركز كل السلط في يد شخص واحد، تجاه قضية، يعتبرها مركزية، ويحوم حولها عدد من الخصوم.