أثير جدل داخل مجلس مدينة الرباط، مؤخرا، حول تنظيم المدينة ل”مهرجان الأنوار”، بميزانية تبلغ 10 ملايين درهم، (مليار سنتيم)، منها 4 ملايين درهم مساهمة لمجلس مدينة الرباط، و4 ملايين درهم مساهمة من جهة الرباط، و2 مليون درهم مساهمة من مجلس عمالة الرباط. وفي هذا الصدد، اتهم عمر بلافريج، عضو مجلس المدينة، عن الحزب الاشتراكي الموحد، الأغلبية التي تسير المجلس، بتحويل اعتمادات مالية كانت مخصصة لقطاع الصحة في الرباط، لتمويل المهرجان، وتبلغ قيمتها 2 مليون درهم، لكن لحسن العمراني، نائب عمدة الرباط، نفى ذلك. وكشف بلافريج، المستشار عن الحزب الاشتراكي الموحد، في فيديو نشره على موقعه في فيسبوك، أنه منذ شهرين كشف عمدة المدينة محمد صديقي، عن استعداد المدينة لتنظيم مهرجان الأنوار، وهو “مستوحى من مهرجان الأنوار في مدينة ليون الفرنسية”، التي دأبت على تنظيم هذا المهرجان للتعريف بتاريخها. وحسب بلافريج، فإن أصل مهرجان ليون “مسيحي”، لكنه قال: “نحن لسنا ضده، بل مع الانفتاح على الحضارات الأخرى، لكنه طرح مشكلتين، الأولى، تتعلق بالاعتمادات المالية التي ستخصص له، والتي اعتبرها كبيرة وغير معقولة، فمهرجان “ليون” “لا يكلف درهما واحدا مقارنة مع حجم ميزانية ليون”. وتربط العاصمة الرباط اتفاقية توأمة مع ليون، لكن بلافريج يرى أن على العاصمة أن تستفيد من تجربة ليون في مجالات أخرى مثل “النقل الحضري”، قبل المهرجانات. وأشار إلى أنه عارض التصويت على تحويل 2 مليون درهم “من اعتمادات كانت مخصصة لقطاع الصحة في الرباط”، معتبرا ذلك نوعا من “العبث”، متهما حزب العدالة والتنمية الذي يسير مجلس الرباط ومجلس الجهة. في ما مجلس العمالة يسيره الأحرار، ويساهم، أيضا، ب2 مليون درهم. أما المشكلة الثانية، التي تتعلق بالمهرجان، فتتعلق باندراجه ضمن احتفالات عيد العرش، رغم أن وزارة القصور والأوسمة أًصدرت بلاغا مؤخرا تدعو فيه إلى احتفالات “عادية”، والتي ستخلد هذا العام لمناسبة 20 سنة على اعتلاء الملك محمد السادس العرش. وقال بلافريج، إنه عندما تساءل عن سبب رصد ميزانية كبيرة لمهرجان بمناسبة عيد العرش، كان الرد هو أن “السلطة ممثلة في الوالي هي التي طلبت ذلك”. ويعلق بلافريج “أليس الوالي تابعا لرئيس الحكومة الذي اقترحه، وهو أيضا من البيجيدي”، ويضيف أنهم قالوا له إن هناك جهات فوق رئيس الحكومة تريد ذلك، وتساءل كيف أن وزارة القصور والأوسمة تدعو إلى احتفالات عادية، في حين أن مجلس المدينة يسعى إلى تنظيم احتفالات كبيرة عبر مهرجان “الأنوار”. وردا على هذه الاتهامات، قدم لحسن العمراني، نائب عمدة الرباط، توضيحات ل”أخبار اليوم”، تتعلق سواء بالاعتمادات التي تم تحويلها من ميزانية تتعلق بالصحة، أو بحجم المهرجان. وقال إن الاعتمادات التي قيل إنها تخص قطاع الصحة في العاصمة، “غير صحيحة”، لأن الأمر يتعلق باعتمادات تتعلق بمساهمة الجماعة في نظام التغطية الصحية “راميد”، وأن تلك الاعتمادات كانت توضع منذ سنوات ضمن الشطر المخصص لمساهمة الجماعة في هذا النظام، دون أن تصرف بسبب مشاكل مسطرية، نافيا أن تكون للجماعة اختصاصات أصلا في مجال الصحة، بل تنحصر فقط في مجال حفظ الصحة، “وهذا مجال آخر له ميزانيته الخاصة مثل محاربة الحشرات والفئران”. وأكد العمراني، أنه تم بالفعل نقل تلك الاعتمادات التي لم تصرف لسنوات من شطر يخص مساهمة في الجماعة في “راميد”، إلى تمويل المهرجان بقيمة تصل إلى مليوني درهم. أما بخصوص حجم المهرجان المبالغ فيه، خاصة بعد صدور بلاغ لوزارة القصور والأوسمة يحث على تنظيم احتفالات عادية، بمناسبة عيد العرش، هذا العام، رد العمراني، بأن “القول بأن هذا مهرجان كبير أمر مجانب للصواب”، مشيرا إلى أن الجماعة دأبت على الاحتفال بعيد العرش، الذي اعتبره “مناسبة وطنية لا تقبل المزايدة”، وأضاف بأن فكرة “مهرجان الأنوار” طرحت منذ مدة من أجل تنشيط العاصمة، وأنه “يتزامن مع عيد العرش، ولا يدخل ضمن احتفالات عيد العرش”، مشيرا إلى أنه من المفترض أن ينظم كل سنة. وحول فقرات هذا البرنامج أشار العمراني إلى أن سلطات ولاية الرباط، هي التي تشرف على تنظيمه. وسبق لمحمد صديقي، عمدة الرباط، أن كشف أنه سيتم خلال المهرجان إضاءة المعالم التاريخية المهمة في العاصمة بمشاركة مصممين مغاربة وأفارقة، ومنح جائزة أحسن دور للمعالم التاريخية وتنظيم ورشات عمل لتحسيس الأطفال والباحثين بأهمية التراث، مشيرا إلى أن هذا المهرجان سيتزامن مع احتفالات عيد العرش.