سيرا على نهجه السابق، الرامي إلى تنوير الرأي العام، والتواصل المستمر مع المغاربة من خلال صفحته الفيسبوكية، نشر عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فدرالية اليسار الديمقراطي "بودكاست رقم 92"، عنونه ب "المغرب وصل لمرحلة من العبث غير المعقول في تدبير الشأن العام المحلي والوطني". وتابع البرلماني اليساري الذي دأب على "بودكستات" أسبوعية موضحا أن: "نموذج هذا العبث هو المقترح الذي تقدم به عمدة مدينة الرباط محمد الصديقي في دورة مجلس المدينة، الرامي إلى تنظيم مهرجان الأنوار على شاكلة مهرجان ينظم بمدينة ليون الفرنسية، التي تربطها توأمة بمدينة الرباط". واعتبر بلافريج أن المشكل في تنظيم هذا المهرجان يكمن في الاعتمادات المالية التي ستخصص له، والتي تصل إلى مليار سنتيم، سيساهم مجلس المدينة ب 4 ملايين درهم منها، وهو المقترح الذي رفض من قبل مستشاري الفدرالية حسب تعبير المتحدث، على اعتبار أن المهرجانات يجب أن تكون معقولة، في إشارة إلى الكلفة المالية المنخفضة جدا لمهرجان ليون مقارنة مع إمكانيات وميزانية مدينة ليون. وشدد بلافريج قائلا :"لماذا لا نقلد مدينة ليون في النقل الحضري مثلا، قبل أن نفكر في تقليد المهرجانات"، قبل أن يوضح أن الدورة التي عقدها المجلس يوم أمس الأربعاء، تم خلالها الإعلان عن مصادر تمويل هذا المهرجان، حيث اتضح أن مجلس المدينة سيحول 2 مليون درهم من الاعتمادات المالية التي كانت مخصصة لدعم قطاع الصحة بالرباط، لصالح هذا المهرجان. المثير بحسب بلافريج أن مستشاري "البيجيدي" بالمجلس المذكور الذين صوتوا لصالح تحويل ميزانية المذكورة سابقا (مخصصة لقطاع الصحة) لمهرجان الأنوار بصيغته المغربية، أكدوا أن الأمر "فرض عليهم". واستنكر بلافريج تمرير هذا القرار ( تحويل اعتماد مالي مخصص لقطاع الصحة لمهرجان الأنوار) جاء أياما قليلة فقط عقب إصدار وزارة القصور والتشريفات والأوسمة لبلاغ دعا خلاله إلى الاحتفال بعيد العرش هذه السنة بطريقة عادية، دون مظاهر إضافية أو خاصة، حيث أوضح أن هذا المهرجان الذي تسعى بلدية الرباط إلى تنظيمه سيتزامن مع احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش. وختم بلافريج بالتأكيد على أن الحل الوحيد لمعالجة هذا العبث هو انخراط الشباب في العمل السياسي، أملا في إنتاج نخبة من المستشارين الجماعيين والسياسيين "معقولين" قادرين على ترتيب الأولويات.