في تحقيق استغرق إعداده أسابيع، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية معطيات حصرية، تظهر تواطؤ السلطات المغربية ضد الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس صحيفة “أخبار اليوم”، وموقع “اليوم 24″، المعتقل بشكل تعسفي منذ فبراير 2018. وفي تحقيق مطول، نشرته تحت عنوان "جمال خاشقجي حذر صحافيا مغربيا قبل فترة من اعتقاله"، وتحدثت فيه إلى “أسماء الموساوي” زوجة بوعشرين، فجرت صحيفة "الغارديان" فضيحة في وجه السلطات، التي سربت مراسلات خاصة موجهة إليها إلى موقع"le 360″، والذي سبق وهاجم "أسماء الموساوي". وانطلقت الصحيفة في ملفها، الذي نشر، أمس الخميس، من أن الصحافي السعودي الراحل، جمال خاشقجي، كان قد وجه تحذيرات إلى بوعشرين، ينبهه فيها إلى أن حياته في خطر، وذلك قبل وقت قصير من اعتقاله، مسجلة أن بوعشرين مؤسس “أخبار اليوم” اعتقل بعد فترة قصيرة من نشره مقالات افتتاحية ل”أخبار اليوم” تضمنت انتقادات إلى الحكومتين المغربية، والسعودية، إذ بعدها وجهت إليه تهم متعددة، ضمنها الاغتصاب، والاعتداء الجنسي، والاتجار بالبشر. وأشارت “الغارديان” إلى أن مراقبين مستقلين منعوا من حضور جلسات محاكمة بوعشرين، التي عقدت إلى غاية شهر نونبر الماضي، وانتهت بالحكم عليه بالسجن لمدة 12 سنة، مضيفة بأن مجموعة العمل الأممية المعنية بالاعتقال التعسفي لمجلس حقوق الإنسان، والتابعة للأمم المتحدة كانت قد أدانت اعتقاله ومحاكمته، مطالبة بإطلاق سراحه فورا، ولافتة الانتباه إلى أن الحكومة تجاهلت الأمر، واعتبرت المحاكمة عادلة. وأضافت “الغارديان” أنها توجهت بالسؤال إلى السلطات المغربية للإجابة عن قضية ضغوط سعودية على وزراء مغاربة، أدت إلى اعتقال بوعشرين ومحاكمته، لكن السلطات رفضت التعليق. وفجرت الصحفية ذاتها فضيحة مدوية، حينما كشفت أن السلطات المغربية، بعد توصلها بمراسلة منها، قامت عوض الرد على مضامينها بتسريبها إلى موقع ” le 360″، الذي سبق له مهاجمة أسماء موساوي، زوجة بوعشرين، متهما إياها بمحاولة إثارة الانتباه، دوليا، إلى القضية. وكشفت الصحيفة أنها تواصلت مع موساوي، التي أطلعتها على التحذيرات، التي وجهها خاشقجي، صديق العائلة، إلى زوجها، بوعشرين، مبرزة أنها تواصلت معها، على الرغم مما كانت تشعر به من ضغوط من السلطات المغربية، لثنيها عن التحرك في القضية. وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن خاشقجي حذر بوعشرين في مناسبات عديدة من أنه لم يعد آمنا في المغرب، وأن حياته مهددة، ويجب أن يكون حذرا، وأن ضغوطات مارستها السعودية على الحكومة المغربية لإسكات بوعشرين، الذي كان ينتقد النظام السعودي.