كشف البيت الأبيض، أول أمس، عن الجانب الاقتصادي مما سمي “صفقة القرن”، التي تم الترويج لها منذ سنتين، وهي التي سُميت خطة “السلام من أجل الرخاء” في الشرق الأوسط، وهي عبارة عن مشاريع قيمتها 50 مليار دولار، لكن تنفيذها يبقى مشروطا بتوقيع اتفاق “سلام” مع إسرائيل، والاعتراف بالأمر الواقع بخصوص وضع مدينة القدس كعاصمة لإسرائيل والتخلي عن عودة اللاجئين. ومن أبرز محاور الخطة، التي كشفتها وسائل إعلام أمريكية منها قناة “الحرة” الأمريكية، أن تسهم الدول المانحة والمستثمرون الخواص بنحو 50 مليار دولار من بينها 28 مليار دولار تذهب إلى الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربيةوغزة)، و7.5 مليار دولار للأردن و9 مليارات لمصر و6 مليارات للبنان. ويطمح البيت الأبيض أن تكون دول الخليج من بين أكبر المانحين. وفي هذا الصدد، قال كوشنر، مستشار الرئيس ترامب وصهره، ل”رويترز”، إن الولاياتالمتحدة ستدرس أيضا المساهمة. وستودع المبالغ التي تجمع من خلال هذا المسعى الدولي في صندوق يؤسس لدعم اقتصاديات الأراضي الفلسطينية والدول الثلاث، ويديره بنك تنمية متعدد الجنسيات. ويدير الأموال مجلس محافظين يحدد المخصصات بناء على مقترحات المشروعات. وتتوقع الخطة أن تأتي 15 مليار دولار من المنح، و25 مليار دولار من قروض مدعومة، ونحو 11 مليار من رأس المال الخاص. وبخصوص المشاريع سيجري تمويل 179 مشروعا للتنمية الاقتصادية، من بينها 147 مشروعا في الضفة الغربيةوغزة، و15 في الأردن، و12 في مصر و5 مشاريع في لبنان. وتشمل المشاريع البنية التحتية والمياه والكهرباء والاتصالات ومنشآت سياحية وطبية وغيرها. وستخصص عشرات الملايين من الدولارات لعدة مشروعات تهدف إلى تحقيق اتصالات أوثق بين قطاع غزةوسيناء في مصر من خلال الخدمات والبنية التحتية والتجارة. وسيجري تحديث خطوط الكهرباء بين مصر وغزة وإصلاحها لزيادة إمدادات الكهرباء. كما تقترح الخطة بحث سبل استغلال أفضل للمناطق الصناعية القائمة في مصر لتعزيز التجارة بين مصر وغزةوالضفة الغربية وإسرائيل، ولكن الخطة لم تحدد هذه المناطق. وبخصوص مصر تشمل المشاريع “دعم توسعة موانئ وحوافز تجارية لمركز التجارة المصري قرب قناة السويس”، فضلا عن تطوير المنشآت السياحية في سيناء القريبة من البحر الأحمر. وتروج الخطة لمناطق فلسطينية “يحتمل تحويلها لوجهة سياحية عالمية”، وتقترح منحا وقروضا تبلغ 950 مليون دولار لتطوير صناعة السياحة الفلسطينية. كما تسعى إلى “إجراء إصلاحات وترميم مواقع سياحية ودينية ومناطق شاطئية”. كما تروج الخطة أنه في حال تنفيذها سيتضاعف الناتج المحلي الإجمالي للفلسطينيين خلال 10 أعوام، وتوفر أكثر من مليون وظيفة في الضفة الغربيةوغزة، وتخفض معدل البطالة لرقم في خانة الآحاد ومعدل الفقر بنسبة 50 في المائة، بحسب الوثائق والمسؤولين. ومن أبرز المشاريع التي تقترحها الخطة إقامة طريق بين قطاع غزة والضفة بتكلفة خمسة مليارات دولار. وينتظر أن يقوم جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعرض الصفقة على الحاضرين في مؤتمر دولي يعقد يومي 25 و26 يونيو في العاصمة البحرينية المنامة بحضور عدة دول خليجية، وقال كوشنر في مقابلة مع وكالة “رويترز” للأنباء، إن إدارة ترامب تأمل بأن تغطي دول أخرى، وبشكل أساسي دول الخليج الغنية، ومستثمرو القطاع الخاص قدرا كبيرا من هذه الميزانية. وربط تنفيذ بنود الصفقة بالتوصل إلى اتفاق سياسي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، في الوقت الذي أعلن فيه الفلسطينيون أنهم سيقاطعون المؤتمر، وجمدوا اتصالاتهم مع الإدارة الأمريكية منذ اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017. ويصف البيت الأبيض صفقة القرن بأنها “تاريخية”، مضيفا أنها قادرة على إجراء تحول جذري في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وفتح صفحة جديدة في التاريخ الفلسطيني وإجراء نقلة نوعية في الاقتصاد كفيلة بتأمين مليون فرصة عمل. وأضاف البيت الأبيض أن بنكا دوليا سيشرف على العمليات الاقتصادية لقطع الطريق على الفساد. وقرر ترامب عدم دعوة الحكومة الإسرائيلية، نظرا إلى عدم حضور السلطة الفلسطينية في المؤتمر ليشارك، بدلا من ذلك، وفد من قطاع الأعمال الإسرائيلي. ويأتي الكشف عن الخطة بعد مناقشات استمرت عامين.