ما إن تتجاوز الباب الرئيسي للمدينة العتيقة في الصويرة البهية بخطوات قليلة حتى تجد “دار الصويري”، إحدى المنازل المعتقة لمدينة الرياح، الصامدة، على الرغم من مرور العشرات من السنين على بنائها، والتي تفتح أبوابها كل سنة لعشاق “عيساوة”، الذين وصلوا، صباح أمس الخميس، إلى الصويرة لحضور فعاليات الدورة 22 من مهرجان “كناوة”. 15 شابا اصطفوا في صف متراص، بلباسهم الأحمر القاني، الذي يرمز إلى الحب، والدفئ، تقدمهم أكبرهم سنا، لقيادة المجموعة في سمفونية موسيقية متناغمة مع كلمات تهليل، وتكبير، وصلاة على النبي العدنان، في مشهد حركي متطابق، جعل الحاضرين يسايرونها بهز الرؤوس. ودام العرض ساعة من الزمن، استطاعت من خلاله فرقة عيساوة وسط رائحة العود، التي عمت المكان، أن تُحرك مشاعر الحاضرين، الذين تراصوا على شكل أقواس دائرية في بهو الدار، على مخدات تقليدية، صنعت بعناية يد صويرية خصيصا للاعتناء بزوار الزوايا. بداية اليوم الثاني من مهرجان “كناوة”، في دورته ال22، ستكون مع مجموعة "تيناريوين” من مالي، ولمعلم مصطفى باقبو، ومزج بين لمعلم حسن حكمزن، وذي يونيفرسال فرث. أما اليوم الأخير، فستقام فيه سهرة للمزج بين موسيقى كناوة، رفقة المعلم حميد القصري، و"سوشيلا رمان" من المملكة المتحدة، إضافة إلى حفل يحييه سفراء موسيقى الريكي من جميكا مجموعة "ثارد وورد".