بعد لجوئها إلى استعمال المدفعية الثقيلة، خلال شهر أبريل الماضي، لإخماد الاحتجاجات، التي عرفتها المخيمات ضد قرار يقيد حرية التنقل، لجأت قيادة جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى شن حملة واسعة من الاختطافات لوقف الاحتجاجات المتواصلة. ونقل نشطاء من داخل المخيمات، أمس الأربعاء، خبر اختطاف قيادات الجبهة الانفصالية لنشطاء يقودون مبادرة ل”التغيير”، بسبب آرائهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وقيادتهم لاحتجاجات داخل المخيمات. المصادر ذاتها تتوقع استمرار الاختطافات، اليوم الخميس، في صفوف النشطاء، فيما وجه نشطاء آخرون في التيار نفسه، نداءً لمنظمات حقوقية دولية للتدخل من أجل كشف مصير المختطفين، وضمان حقوقهم، واستعادة حريتهم. وكانت جهة "البوليساريو" الانفصالية قد اتخذت، في شهر أبريل الماضي، قرارا يقضي بإلزام سكان المخيمات بالحصول على ترخيص خاص قبل المغادرة، حيث وقف طابور منهم على قرب الحدود الموريتانية، من دون التمكن من الحصول على ترخيص للنقل. وتداول نشطاء صورا لطوابير طويلة من السيارات لم تتمكن من الحصول على ترخيص لمغادرة المخيمات، بينما تتمتع السيارات التابعة لقيادات الجبهة بامتياز التنقل دون ترخيص. القرار، الذي أدخلته قيادة الجبهة الانفصالية حيز التنفيذ بسرعة، لا يزال سكان المخيمات يعبرون عن رفضهم له، إذ يعيشون، منذ أشهر، على إيقاع الغضب، والاحتجاجات، للمطالبة بالحق في التنقل الحر للمحتجزين. يذكر أن القرار الأخير لقيادة الجبهة الانفصالية حول التنقل، أتى بعد أن قرر عدد من المحتجزين الفرار، والعودة إلى أرض الوطن، ما جعل الكثيرين منهم يرون أنه محاولة لتشديد الخناق عليهم.