بعد محطة طنجة التي نظمت أول أمس الاثنين، حلت أمس الثلاثاء بفاس جولة خبراء شركة (فينيا)، فرع صندوق الإيداع والتدبير، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وفيدرالية التجارة والخدمات، التي تشمل تسع مدن مغربية للالتقاء بالمقاولات المتوسطة والصغيرة والمقاولات الصغرى. وتندرج القافلة التواصلية ضمن استراتيجية “كاب22” لشركة فينيا، التي تروم بشكل أساسي تسهيل ولوج المقاولات إلى التمويلات، حيث سيتم الالتقاء بحوالي 2200 مقاولة متوسطة وصغيرة لتقديم الحلول التمويلية، والامتيازات المتاحة للتمويل، والضمانات المطلوبة في الصفقات العمومية. وأبرز خالد الكومي، المدير العام المنتدب لقطب الالتزامات والعمليات بصندوق الإيداع والتدبير، أن التمويل يشكل خطوة هيكلية في حياة المقاولات المتوسطة والصغيرة والصغرى، معتبرا أن شركة فينيا تقدم “حلولا تمويلية خاصة بالنسبة لهذا النوع من المقاولات التي تشارك في الطلبيات العمومية”. وأوضح أن المخطط الخماسي للتطوير الاستراتيجي لشركة فينيا، سيتيح تقديم مزيد من الحلول التمويلية، كما يهدف إلى “توسيع نطاق التدخل من أجل إتاحة تقديم قروض للاستثمار إلى جانب قروض الخزينة”، مضيفا أنه يروم أيضا “تطوير شريحة منتجات فينيا في مجال الخزينة، وبشكل أساسي إنشاء التمويل من أجل الاستثمار”. كما يروم المخطط تقديم “المواكبة المالية للمقاولات المغربية الراغبة في المشاركة في الصفقات في الخارج، خاصة بالبلدان الإفريقية”، واقتراح خدمات غير مالية تمكن المقاولات المتوسطة والصغيرة من الولوج إلى التكوين حول الخدمات التي قد تمكنها من إيجاد حلول تمويلية ملائمة لحاجياتها في مجالي الاستغلال والاستثمار. من جهته، اعتبر عادل الرايس، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشمال، أن المقاولات المتوسطة والصغيرة، التي تمثل 95 في المائة من النسيج المقاولاتي المغربي، تضطلع ب “دور لا غنى عنه” في الاقتصاد الوطني، لاسيما في مجال “خلق الثروة وإحداث فرص الشغل والاستثمار”. بالمقابل، نبه إلى أن التمويل “يبقى مشكلا رئيسيا بالنسبة للمقاولات المتوسطة والصغيرة والصغرى لكي تضطلع بدورها كاملا، كما هو الشأن بالنسبة للموارد البشرية وهيكلة القطاع”. وتابع أن المغرب “لا يمكن أن يتطور” دون ازدهار هذا النوع من المقاولات، معتبرا أن مساهمته “أساسية” بالنسبة للاقتصاد الوطني. ودعا الرايس السلطات والجمعيات المهنية، وفي مقدمتها الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى إيلاء أهمية خاصة للمقاولات المتوسطة والصغيرة ووضع الأدوات الضرورية لتطويرها رهن إشارتها، مقترحا في هذا الصدد وضع “آلية لقياس فعالية هذه الأدوات التي ستمكن المقاولات من المضي قدما”. تجدر الإشارة إلى أن شركة فينيا مكنت 4850 مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم من الحصول على تمويل بقيمة 10,2 مليار درهم خلال سنة 2018، وهو ما يؤكد -حسب مسؤوليها – الدور الذي تضطلع به هذه الشركة في تطوير أنشطة المقاولات المغربية، التي تعد مصدرا لفرص الشغل والنمو الاقتصادي في البلاد، كما تقدم أيضا خدمات غير مالية لمرافقة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الاستشارة لتعزيز قدرتها الإدارية وشفافيتها.