قال مسؤولون أمريكيون إن كل من المغرب والأردن ومصر أبلغوا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمهم حضور أشغال “ورشة البحرين” في 25 و26 من يونيو الجاري، والتي تهم من الناحية الشكلية دعم الاقتصاد الفلسطيني في سياق “خطة السلام” التي تستعد إدارة ترامب تقديمها، باعتبار الشق الاقتصادي مرحلة أولى مما يعرف إعلاميا بصفقة القرن. وبالتالي، فإن إعلان الدول الثلاث يأتي بعد زيارة أجراها مؤخرا مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، والذي يعتبره المراقبون واحدا من أهم واضعي ركائز “خطة السلام” الأمريكية، والذي يواصل ترتيبات لقاء البحرين. من جانبه، يرى المحلل السياسي عبدالصمد بلكبير بأن المغرب يعتبر ما يحدث في المنطقة قضية تدبير وليس تقريرا، مشددا بأن موقف الرباط واضح في القضية، كما أن المغرب يعي جيدا بأن الصفقة لا تستهدف الأردن، فحسب، بل تستهدفه أيضا، ويشدد المحلل بأن للمغرب مصالح استراتيجية في المنطقة ومخطط إدارة ترامب سيمسها. ويشدد بلكبير على أن المغرب يراعي طرفين في الموضوع، أولا مصالحه الشخصية في المنطقة، وثانيا اللوبي الأمريكي في الداخل المغربي الذي لا يجب أن نهمل تأثيره، مضيفا بأن المغرب ودول أخرى كمصر ليس يسيرا عليها إبداء الرفض المطلق في الموضوع. ويرى المحلل السياسي بأن المغرب باستطاعته المشاركة بشكل فعال لفرملة كل خطة لها أبعاد سلبية، مذكرا في هذا السياق بأن البلاد لم تتخل يوما عن الأردن، وكانت دائما إلى جانب عمان كلما كانت هناك محاولات ترمي إلى استهدافها، لذلك يقف المغرب اليوم إلى جانب الأردن ويدعم المملكة الهاشمية بنسبة مائة في المائة، كما أنه يخدم بوقوفه هذا ومواقفه في القضية الفلسطينية مصالحه ومصالح دول المنطقة، وأيضا المصالح الأوروبية الذي تمثلها في علاقاتنا بها فرنسا. ويضيف بلكبير بأن من يشكك في أن للمغرب حقا مصالح في المنطقة، فليبحث في أسباب مشاركته في حرب سنة 1973. وبالعودة إلى ورشة البحرين، تراهن الولاياتالمتحدة على مشاركة دول المنطقة ذات الثقل السياسي والدبلوماسي، في ظل تمسك الفلسطينيين بمقاطعتها. ويعرف اللقاء في البحرين غموضا في الجانب السياسي منه، في وقت يصر فيه ترامب وفريقه على الاهتمام بالبعد الاقتصادي. ووفقا لما أعلن عنه مسؤول في البيت الأبيض، فإن السعودية والإمارات وقطر أكدت جميعها حضورها في البحرين. وغير بعيد عن الموضوع، كان وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة نفى معرفته بتفاصيل الخطة الأمريكية، معلنا بأن الرباط ستعلن عن موقفها من خطة “صفقة القرن” عند الاطلاع على التفاصيل، وذلك في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفرنسي جون إيف لودريان في الرباط، متم الأسبوع الماضي. ولم يختلف تصريح لودريان عما قاله بوريطة، إذ قال هو الآخر بأن فرنسا تنتظر، أيضا، تفاصيل أكثر عن الخطة التي تروج لها الولاياتالمتحدة، نافيا أيضا معرفة مضامين “الصفقة” التي أثارت جدلا واسعا في المنطقة وخارجها.