كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء الماضي، تفاصيل جديدة بشأن “الصفقة الكبرى”، التي تترقبها منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد موقف العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المعروفة ب”صفقة القرن” ستشمل استثمار العشرات مليار دولار في الضفة والقطاع، ودول المنطقة. وبحسب الصحيفة، فإن خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تتضمن تخصيص 25 مليار دولار للضفة الغربية، وقطاع غزة على مدار ال10 سنوات المقبلة، إضافة إلى استثمار 40 مليار دولار في مصر، والأردن، وربما لبنان. وقالت الصحيفة إن مصادر أخرى تحدث مع “جاريد كوشنر”، مستشار الرئيس الأمريكي، قالت إن المعطيات ليست دقيقة بالضرورة، ولكنها أكدت أن “الاستثمارات سوف تصل إلى عشرات مليارات الدولارات”. وأضافت المصادر ذاتها أن الولاياتالمتحدة ستساهم ببعض الأموال، لكن “كوشنر” خطط للحصول على معظم الأموال من دول في المنطقة، ومن المتوقع أن يأتي الجزء الأساسي من الأموال من “أغنى دول المنطقة”، بحسب التقرير. وفي غضون ذلك، يقوم صهر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، ومستشاره، “جاريد كوشنر”، بجولة في المنطقة، تشمل الإمارات، والبحرين، وسلطة عمان، والسعودية، وقطر، وتركيا، لحشد الدعم للخطة، وطرح الجانب الاقتصادي منها. ويزور “كوشنر”، والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات” في المنطقة، وقد التقيا مع قادة في الإمارات، عمان، والبحرين، وتركيا للتباحث حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال مبعوث الرئيس السابق “باراك أوباما” للسلام، “مارتين أندايك”، للصحيفة الأمريكية إنه “من المستبعد قبول العرب خطة لا تحدد دولة سيادية بوضوح”. وبدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مخاوف العرب من احتمال دعم السعودية لاتفاق أمريكي ينحاز إلى إسرائيل، فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية، وذلك بعدما أشارت تقارير إلى أن ولي عهده المقرب من “كوشنر” ضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل دعم جهود الإدارة الأمريكية. وكان اجتماع “كوشنر” مع الأمير محمد، يوم الثلاثاء الماضي، هو الأول منذ مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في شهر أكتوبر الماضي، والذي أثار غضبا عارما وأضر بصورة ولي العهد. و”كوشنر” مسؤول عن السياسة الإسرائيلية الفلسطينية منذ نحو عامين، لكنه لم يعلن حتى الآن تفاصيل محددة بشأن الجهود الأمريكية، التي أطلق عليها “ترامب” “صفقة القرن”. وقال “كوشنر في مقابلة يوم الاثنين إن واشنطن ستطرح خطتها للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل. ومرت مواعيد محددة سابقا دون أي إعلان. وأضاف أن الخطة ستبني على جهود سابقة، منها اتفاقات أوسلو في التسعينيات، التي شكلت حجر أساس لدولة فلسطينية، وأنها ستحل مسائل الحدود، وقضايا الوضع النهائي، لكنه لم يذكر تحديدا دولة فلسطينية.