كشفت نتائج دراسة ميدانية حديثة، أنجزها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وأعلن نتائجها، خلال الأسبوع الجاري، أن أولياء أمور التلاميذ في التعليم الخاص أكثر تتبعا للمسار الدراسي لبناتهم، وأبنائهم في المغرب. الدراسة، التي أنجزها المجلس ضمن تقرير عن جمعيات أولياء وآباء التلاميذ في المغرب، أظهرت أن مجموع جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ الموجودة في المؤسسات التعليمية بلغ حوالي 9043 جمعية، أي بنسبة تغطية ناهزت 83،43 في المائة، غير أن التقرير أكد أن نسبة كبيرة من المؤسسات التعليمية الخاصة، لا تتوفر على هذه الجمعيات، وأكد أكثر من نصف المشاركين في البحث الوطني، الذي أنجزته الهيأة الوطنية للتقييم حول التربية والأسر، عدم وجود هذه الجمعية في المؤسسة، التي يتابع فيها أبناءهم دراستهم. وتشير الدراسة إلى أنه كلما ارتفع المستوى الدراسي لولي أمر التلميذ، تحسنت نسبة المشاركة الفعلية في اجتماعات الجمعية، حيث إن أولياء الأمور، المتوفرين على مستوى تعليمي، يشاركون بنسبة 43,5 في المائة، مقابل 19,8 في المائة فقط لدى الذين لا يتوفرون على أي مستوى دراسي. وعن تتبع المسار التعليمي للتلميذ، تقول الدراسة إن أولياء أمور التلاميذ في التعليم الخاص أكثر تتبعا للمسار الدراسي لبناتهم، وأبنائهم، مع حرص المؤسسات الخاصة، على العموم، على التواصل المباشر معهم، دون حاجة، في الغالب، إلى جمعيات آباء، وأولياء التلاميذ. وعلى الرغم من كون جمعيات آباء، وأولياء التلاميذ توجد أكثر في التعليم العمومي، مقارنة بالقطاع الخاص، فإن هذا الأخير يعرف إقبالا أكبر للأسر على الانخراط في هذه الجمعيات، عند وجودها، حيث يبلغ انخراط الآباء في الجمعيات في التعليم الخاص نسبة 53 في المائة، مقابل 29.6 في المائة فقط في القطاع العام. وخلص التقرير، الذي قدمه مجلس عمر عزيمان، إلى أنه، وعلى الرغم من اضطلاع هذه الجمعيات في أدوار وازنة في المنظومة التربوية، فإن التطور الحاصل على مستويي موقعها، والنصوص التنظيمية ذات الصلة، لم يواكبه، بما يكفي، تطور في أدائها، وهو ما يتجلى ذلك في مجموعة من مظاهر التعثر في الاضطلاع بما رسمته النصوص، والمذكرات ذات الصلة من أدوار ومهام، منها الإسهام المحدود لهذه الجمعيات في تدبير المؤسسة، من خلال مجالس التدبير، وانشغالها مُفرِط بأشغال الصيانة والتجهيز، على حساب باقي الأدوار، والمهام.