أوقفت شركة فيليب موريس المتخصصة في صناعة السجائر حملة عالمية لتسويق منتج جديد في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك استجابةً لاستفسارات وكالة “رويترز” للأنباء، حول استعانة الشركة بشخصيات شابة على الأنترنت لبيع جهازها الجديد “التبغ الساخن”، وتمنع معايير الشركة الداخلية من الترويج لمنتجات التبغ مع مشاهير الشباب أو عارضات الأزياء لمن تقل أعمارهم عن 25 عامًا. وقامت شركة التبغ العالمية بإبلاغ وكالة “رويترز” بالقرار في وقت متأخر أواخر الأسبوع الماضي، أنها شرعت فعليا في تحقيق داخلي في منشورات التسويق والصور الفوتوغرافية التي أرسلتها “رويترز” إلى الشركة للتعليق عليها في وقت سابق. وأكدت، فيليب موريس الدولية ل”رويترز”، أنها اتخذت قرار تعليق جميع أعمال المؤثر الرقمي المتعلقة بمنتجاتها على الصعيد العالمي. وأضافت الشركة الأمريكية “أن توجيهاتنا تدعو إلى تجاوز سن المؤثرين (الوجوه الإشهارية) 25 عامًا، وكان ما حدث خرقا واضحا لتلك التوجيهات”. وأعرب مُصنع السجائر والتبغ عن خيبة الأمل العميقة بسبب اكتشاف الخرق الذي سجلته وكالة “رويترز”، مبدين في الوقت عينه امتنانهم للتنبيه الذي حصل في هذا الموضوع. وسبق لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن قررت الشهر الماضي بيع جهاز “IQOS”، وذلك في الولاياتالمتحدة بعد عملية مراجعة استمرت عامين، أكدت فيها شركة فيليب موريس الدولية مرارا للإدارة، أنها ستعمل على تحذير الشباب صغير السن من المنتج. وفي سياق التطورات الأخيرة، لم تعلق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) التعليق على قرار فيليب موريس بخصوص تعليق الحملة التسويقية، فيما قالت في وقت سابق إنها ستراقب عن كثب، كيف تقوم الشركة بتسويق منتجاتها. ولم ترد الشركة التجارية مباشرة على أسئلة إضافية ليلة الجمعة الماضية بشأن الجمهور المستهدف لحملاتها المؤثرة رقميا، وتضمنت العديد من الرسائل علامة وسم “#IQOSamb Ambassador”، والتي ربطتها بشبكة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، التي اعتمدها عملاق التبغ الدولي في تقديم منتج IQOS الجديد بديلا أكثر أمانًا للسجائر، وبتقديمه أيضا ك”أكسسوار” مثير في عالم الأزياء. وقالت شركة فيليب موريس في بيان لها أرسلته لوكالة “رويترز”، إن تعليقها لحملة التسويق الاجتماعي تبقى دليلا ملموسا، على اقتناعها بتحقيق عالم خال من التدخين من خلال ممارسات مسؤولة اجتماعيا، خاصة أن مصنع سجائر مارلبورو الشهيرة، وصفت منتجها الجديد موضوع الجدل، ب”الابتكار المذهل”، مدعية بأن تسخين التبغ بدل حرقه، يقضي بنسب كبيرة على كل المواد المسببة للسرطان. وهو ما لم تقتنع به منظمة الصحة العالمية. ورغم حديث الشركة الدولية الأمريكية عن توجهاتها الرامية إلى إبعاد صغار السن عن منتجات التبغ والسجائر، فإن رئيس حملة أطفال بلا تبغ، ماثيو مايرز، شدد في تعليقه على أخبار تعثر الشركة بسبب فرملة الحملة من طرف وسائل الإعلام، على أن فيليب موريس كانت تاريخيا الشركة الأكثر نجاحا في كل أنحاء العالم، في وضع السجائر في خانة الشباب المعاصر، أي بقيامها بعمل تسويقي ممنهج لإقحام الشباب في دوامة الاستهلاك والإدمان على السجائر…