شهدت محكمة الإرهاب بسلا، اليوم الخميس، فصلا جديدا من فصول محاكمة المتهمين ال24 في قضية مقتل السائحتين الاسكندنافيتين في منطقة “شمهروش” نواحي مدينة مراكش خلال شهر دجنبر الماضي، وهي الجريمة التي هزت مشاعر المغاربة والعالم بطابعها الإرهابي، ولا زالت تحظى بمتابعة مغربية ودولية كبيرة، خلال أطوار محاكمة المتهمين بالضلوع فيها. ففي الوقت الذي لم تعرف الجلسة الأولى من المحاكمة سوى التأكد من هوية المتهمين وتحديد محامين لأغلبهم في إطار المساعدة القضائية، عرفت محاكمة اليوم تقديم المتهمين أمام هيئة الحكم، والتأكد من وجود محاميهم في المحكمة، حيث بدأت المحكمة باستدعاء أشهر ثلاثة متهمين في هذا الملف، وهم عبد الصمد الجود ويوسف أوزيان وعبد الرحمان خير، والذين سبق أن تم تداول صورهم على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي. جود الذي توجه له اتهامات بتنفيذ جريمة قتل السائحتين رفقة آخرين من خليته، كان يجلس إلى جانب يوسف أوزياد وعبد الرحمان خير، لم تظهر عليهم علامات التوتر، تقدم جود إلى القاضي عندما نودي عليه، كان يتلمس شعره الطويل، ووقف أمامه رفقة خير وأوزياد، قبل أن يعودوا للقفص الزجاجي، وخلال الجلسة كانوا يراقبون القاعة المكتظة ووجوه الحضور من محامين وأعضاء بعثات دبلوماسية وصحافيين وأجانب وعائلات، ولم يخفوا ضحكات كانوا يتبادلونها أثناء حديثهم. مباشرة بعد تقديم المتهمين أمام هيئة الحكم والتأكد من وجود محاميهم معهم، تقدم محامي الطرف المدني، عائلة الضحية الدنماركية في الجريمة الإرهابية، الحسين الراجي، بطلب لهيئة الحكم من أجل إدخال الدولة المغربية كطرف في القضية، من أجل ضمان حصول العائلات على تعويضات على الجريمة التي لحقت أبناءها في المغرب. طلب إدخال الدولة المغربية طرفا في القضية أثار جدلا داخل المحكمة، حيث اعترض عليه الوكيل العام للملك واعتبر أن هذا الإجراء ليس من اختصاص المحكمة وإنما على المحامين التوجه إلى القضاء الإداري، معتبرا أن نقاش تعويضات الضحايا ومن سيسددها هو نقاش سابق لأوانه، إلا أن قرار المحكمة بقبول الملتمس كان مفاجئا للجميع، واستقبله دفاع الطرف المدني وحتى دفاع المتهمين، بترحيب كبير. مثل الجلسة الأولى لمحاكمة المتهمين في جريمة “شمهروش”، حضرت في جلسة اليوم عائلة المتهمن السويسري كيفن، ممثلة في أمه السويسرية وزوجته المغربية. ولفتت العائلة أنظار وسائل الإعلام خلال أطوار المحاكمة، حيث كانت تحاول التواصل مع كيفن من وراء القفص الزجاجي الذي يضم المتهمين، قبل أن تخرج مجددا إلى وسائل الإعلام بعد انتهاء الجلسة، لتتحدث عن ابنها كما عرفته، مسلم ولكن بعيد عن التطرف ومظاهره. محامي كيفن، سعيد السهلي، قدم ملتمسا للمحكمة خلال جلسة اليوم، للمطالبة بتوفير الترجمة الفورية لأطوار الجلسة، مشددا على أن الترجمة للأجانب الحاضرين في جلسة المحاكمة، تهدف إلى “خلق الطمأنينة” لموكله وعائلته، وترسيخ لمبدأ العلنية في الجلسة، كما أنه اعتبر أن طلبه لا يوفر مصلحة موكله فقط، وإنما مصلحة الدولة المغربية. ومن بين مفاجآت جلسة اليوم، وهي الثانية في سلسلة محاكمة المتهمين في الضلوع في هذا الملف، حضور بعض من عائلات المتهمين في هذه القضية، حيث حضروا نساءا ورجالا بأعداد قليلة جدا، اختاروا التواري عن الأنظار وعدم الحديث، وانزووا في أقصى قاعة المحكمة، وعند دخول المتهمين للقاعة، لوحوا إليهم بأياديهم، ونظروا إليهم بأعين دامعة.