كما كان مقررا، انطلقت، في الساعة 12 ظهرا من اليوم الخميس، أول جلسة من مسلسل محاكمة 24 متهما في جريمة “شمهروش”، التي نفذت، في شهر دجنبر الماضي، في ضواحي مدينة مراكش، وخلفت مقتل سائحتين أوربيتين. جلسة المحاكمة، التي شهدتها، اليوم، محكمة الإرهاب في سلا، كانت محط أنظار الإعلام الدولي، خصوصا الاسكندنافي، حيث تتوجه أنظار وسائل الإعلام الدنماركية، والنرويجية لمسار محاكمة منفذي قتل المواطنتين في ضواحي مراكش، كما استأثرت باهتمام الإعلام السويسري، والإسباني، بحكم وجود مواطن يحمل الجنسية السويسرية، والإسبانية من بين المتهمين في هذه الجريمة. قبيل انطلاق الجلسة، وتحت أنظار وسائل الإعلام الوطنية، والدولية، وصل المتهمون ال24 في ملف جريمة “شمهروش” إلى المحكمة على متن سيارات الشرطة، حيث تم إدخالهم إلى قاعة المحكمة، وإجلاسهم في القفص الزجاجي، المخصص للمتهمين، تحت أنظار عائلاتهم، ووسائل الإعلام. المتهم السويسري “كيفن زولاس” لفت الأنظار إليه، أثناء دخوله إلى قاعة المحكمة، مرتديا قميص فريق الرجاء البيضاوي، الفريق، الذي سبق لعائلته أن صرحت بأنه يحبه، ومعجب به، وكان يسافر إلى المغرب لحضور مبارياته، فيما حضر باقي المتهمين، منهم من تم تداول صورهم قبل إلقاء القبض عليهم، في شهر دجنبر الماضي، والذين لم تختلف ملامحهم، إذ أغلبهم بلحي كبيرة، ولباس ما يسمى ب”الأفغاني” وكثير منهم بشعر طويل. جلسة اليوم بدأت بتحقق هيأة المحكمة من هويات المتهمين في القضية، حيث استدعت للمثول أمامها المتهمين، موزعين على مجموعات، تتكون من ثلاثة أشخاص، وجهت إلى كل منهم أسئلة حول توفره على محام، ومدى استعداده لتنصيب محامي للدفاع عنه، فأخبر كل المتهمين المحكمة بعدم وجود محامين لمؤازرتهم، وعدم نيتهم في تنصيب محامين لهم، باستثناء المتهم السويسري، فيما نصبت هيأة المحكمة محامين في إطار المساعدة القضائية لضمان حق كل متهم في الدفاع. ومن مفاجآت أول جلسة في مسلسل محاكمة المتهمين في جريمة “شمهروش”، مناداة القاضي على المتهم “رشيد الوالي”، حيث اتجهت كل الأنظار إلى رؤية المتهم، الذي يحمل نفس اسم الممثل المشهور، رشيد الوالي، قبل أن يخرج من القفص الزجاجي، ويتجه إلى أمام هيأة القضاء، ويظهر رجلا في منتصف الثلاثينات من عمره، وأسمر اللون، وبلحية كثيفة. كما لفت الانتباه، خلال أطوار أول جلسة في هذا الملف، الذي شد الأنظار، وجود أب وابنه متابعين على خلفية هذه الجريمة، وهما عبد اللطيف الدريوش، والبشير الدريوش، وهما من بين المتهمين في حادث مقتل السائحتين، فيما تشير معطيات التحقيق في الجريمة، إلى أن الأب عبد اللطيف، لقن ابنه البشير أولى خطوات مهنة النجارة، وكذلك مرر إليه قناعاته الإيديولوجية، قبل أن يعرفه بمتورطين في جريمة “إمليل”.